من بلاد الصين أقمشة قطنية تنظف نفسها
لطالما بحث الإنسان عن التطوير في ما يخدم حياته ومستقبله وما يوفر له أساليب الراحة ، فقد كان الإنسان منذ الأزل يبحث عن ما يجعله يعيش برفاهية من دون إرهاق أو مشقة بداية من معرفة إشعال النار بالحجر إلى عصر النهضة العلمية الكبرى التي أدت إلى تطور بيئة بني البشر من صناعة مناظير فلكية كبرى ترصد ما يدور في الأفلاك وصناعة أجهزة تخدم الطب والصناعة مثل الليزر والمايكروسكوب وغيره مما يخدم ويوفر الراحة للعالم.
واليوم ظهر اختراع عظيم في بلاد الصين يجعلنا نستغني عن الغسالات التي ربما تحتاج إلى الوقت لكي تنظف الملابس مستهلكة الكثير من الكهرباء. فقد اخترع علماء صينيون أنسجة قطنية تمتاز بأنها تنظف نفسها بمجرد تعريضها لأشعة الشمس ودون الحاجة إلى إسراف في الماء أو استهلاك للكهرباء، فقد أصبحت هذه الطريقة ضرب لعصفورين بحجر واحد ، حيث أنها قللت من استهلاك الماء والكهرباء بشكل واضح.
بعد ذلك تمكن العالمان مينجس لونغ و ديونغ من ابتكار أنسجة من القطن مغلفة بمركب أوكسيد التيتانيوم وهي مادة تستخدم في تصنيع الكثير من المواد مثل الطلاء والأغذية والكريمات الواقية من أشعة الشمس وغيرها ، حيث تتم عملية التنظيف من خلال مركب أوكسيد التيتانيوم عن طريق تفتيت جسيمات الأوساخ وقتل الجراثيم بمجرد التعرض لبعض أنواع الضوء ، ولقد أوضح العالمان أن مركب أوكسيد التيتانيوم قد استخدم بالفعل في العديد من المنتجات ذاتية التنظيف مثل النوافذ والجوارب وبلاط الحمامات والمطابخ ، كما ان الأنسجة القطنية ذاتية التنظيف -أي تقوم بتنظيف نفسها دون تدخل خارجي- قد جرى تصنيعها سابقا إلا أنه يوجد شرط وهو تعريضها للأشعة فوق البنفسجية لتقوم بتنظيف نفسها.
وقد وصف تقرير نشرته دورية المواد التطبيقية والسطوح المشتركة التي تصدر عن الجمعية الكيميائية الأمريكية أن الأنسجة القطنية التي تم تطويرها من قبل الباحثين في هذا المجال وتم تمويلها من جامعة دونغوا وصندوق العلوم الطبيعية الوطني في الصين بأنها مصنعة من قطن مغلف بطبقة من جزيئات النانو تتكون من مركب أوكسيد التيتانيوم والنيتروجين.
تبدأ الأنسجة بالتخلص من الأوساخ والبقع التي تم تلوثها بمجرد تعريضها لأشعة الشمس كما أشار التقرير إلى إن إضافة مركبات نانوية من مادتي الفضة واليود يساعد على تسريع التخلص من الألوان التي تخلقها البقع ودون أن يؤثر ذلك على طبقة أوكسيد التيتانيوم ليجري بعد ذلك غسل القطعة وتجفيفها بشكل الاعتيادي.
هذا الاختراع لو فكرنا قليلا ربما يجعل العالم يستغني عن الغسالات فهو ببساطة عبارة عن تعريض الملابس للشمس وبذلك يتم قتل الجراثيم والتنظيف ، كما أنه يوفر استهلاك العنصر الأساسي في حياة الإنسان وهو الماء والعنصر الآخر الشبه أساسي وهو الكهرباء، كذلك يمكن توفير المال المستهلك في شراء المنظفات لتنظيف الملابس والبلاط وغيره. ربما في الاعوام القادمة سيكون العلم له دور في توفير الرفاهية للعالم بشكل أكبر.
المصدر : مجلة نون العلمية