منوعات

لماذا تكره المرأة النساء ؟ ما الذي يجعل زميلات العمل عدوات ؟!

هل لاحظتَ أن زميلاتك في العمل لا تحب بعضهن بعضاً، ولا يساعدن بنات جنسهن؟ وعلى النقيض، قد تلجئين لزملائك الشبان كونهم أكثر تعاوناً!! لابد أنك تتعجب من سر “كره النساء لبعضهن” في المكتب، كما يتساءل الكل عن سر “عجرفة” أي امرأة أصبحت في منصب إداري كبير. لقد جئت إلى المكان الصحيح، حيث نشرح علمياً لك تفسير هذه «اللعنة» التي تصيب النساء في أماكن العمل.

هناك رجال؟ إذاً لنتنافس!

المرأة مجبرة على منافسة المرأة. ليست مجبرة بسبب «المنافسة»، بل بسبب «المرأة»، فهي لا تشعر بالشغف ذاته لمنافسة الرجل، كما لا يرغب الرجال في منافسة بعضهم بالقدر نفسه الذي ترغب به المرأة منافسة بنات جنسها. هذه الرغبة الشديدة لدى المرأة للمنافسة ترجع إلى سبب جيني، وهو فكرة «الفوز بالرجل». -هكذا يقول المتخصصون ولست أنا- إذ تعتقد أستاذة علم نفس بكلية إيمانويل الأميركية، جويس بيننسون، أن النساء قُدّر لهن من الناحية التطورية ألا يتعاونّ مع النساء، وأن يتنافسن معهن من أجل الحصول على الذكور، ومن أجل الفوز بالموارد المادية الأخرى. مؤكدةً أن رغبة النساء أقل من رغبة الرجال في التعاون مع بنات جنسهن ذوات المكانة الأقل، كما أنهن أكثر عرضة لإنهاء صداقتهن مع النساء، كما تزيد لديهن رغبة إقصاء الأخريات اجتماعياً. فيما لفتت إلى وجود أنماط مشابهة لدى القرود، وضربت مثالاً باهتمام ذكور الشمبانزي ببعضهم، وعملهم معاً في الصيد، عكس نساء الشمبانزي التي كانت أقل عرضة لتكوين الائتلافات، وترفض هذا التعاون بدافع الفوز بذكور الشمبانزي، بحسب مجلة The Atlantic الأميركية. ولتحقيق هذا الفوز تتسلح النساء ربما بأسلوب إضعاف مكانة المتنافسات، ولنجاح عمل هذا السلاح تمتنع عن تقديم العون والمساعدة لمنافسة محتملة لها. كما قد تسعى لإلحاق الضرر بهذه «المنافسة» بسبب لعنة «الفوز بالرجال»، لأن «الجديدة تسرق الأضواء»، لذا تحاول بعض النساء بشكل استباقي التقليل من عمل زميلتها الجديدة ومجهودها، وتصيد الأخطاء لها. أو قد تقترح عليها بعضَ الحلول لتخفت من سطوعها، إذ قالت إحدى المشاركات في استطلاع رأي أجري عام 2016 للنساء العاملات بمجال التكنولوجيا، إنها نصحت زميلتها الجديدة بأن تبدو أقل جمالاً، حتى يأخذها الآخرون على محمل الجد. ترى هنا، ظاهرياً قدمت هذه «الذكية» نصيحة لزميلتها الجديدة لأنها تخاف عليها، وواقعياً فهي تنفذ خطتها لتقليل هالة الضوء المحاطة بها، في أحد جوانب المنافسة، وهو الجمال.

على ماذا تتنافس النساء في العمل؟

هناك محرك ودافع لهذه المنافسة بين النساء وبعضهن في بيئات العمل، ويعد أبرزها:

المنافسة على الرجل

الدافع الأبرز للمنافسة -كما ذكرنا سابقاً- هو الرغبة في الفوز بالرجال ونيل إعجابهم، لذا قد تلاحظ أن النساء أكثر لُطفاً ووداً في التعامل مع زملائها الرجال، عكس زميلاتها.

المنافسة على الشعور بالسلطة وفرض الأوامر

قد تتقبل المرأة العاملة الأوامر من مديرها، أو غضبه، وصراخه في بعض الأوقات، لكنها لا تقبل الأمر ذاته من امرأة، فهذا يُشعرها بالظلم من «حليفة»، المفترض أن تكون متفهِّمة ومتعاونة، كونهما من الجنس نفسه وأقرب لبعضهما، كما تشعر بتعمد التقليل من شأنها.

المنافسة على المنصب

النساء حسَّاسات من الإقصاء من المناصب العليا، أو حتى من مناصبهن الحالية، أكثر من الرجال، لذا عندما تشعر بأي احتمال تهديد من امرأة أخرى تُقصيها عن هذا المنصب، يكون رد فعلها هو إظهار عضلاتها، وأنها «أنثى فتوَّة»، وتخرج أسلحتها لمنع هذا، بحسب دراسة نقلتها مجلة Psychology Today الأميركية.

المنافسة على الصورة «المثالية»

ترغب المرأة أن يُنظر لها على أنها استثنائية مميزة، أو ربما الأفضل، خاصةً مع بذلها مجهوداً كبيراً، ونلاحظ دائماً على الأمهات مثلاً ترديد جملة «أريد أولادي أفضل أطفال بالدنيا»، ورغم أن هذا لن يحدث منطقياً، لكن العاطفة تجرّهن لفعل أي شيء، لكي ينظر الآخرون لهن على أنهن مثاليات، وهذا لن يحدث طالما هناك امرأة أخرى قد تسرق اللقب منها.

المنافسة على «مزايا» العمل

لماذا أخذت إجازة أطول مني؟ لماذا تُكلف بمهام عمل أقل مني؟ هذا هو سبب المقارنة الدائمة والغيرة من المميزات التي حصلت عليها زميلاتها. في تقرير المجلة الأميركية تحدثت مديرة مالية في شركة استشارات عن تفكيرها هي وزميلاتها في طرد زميلة أخرى، لأنها أخذت إجازة وضع لمدة 6 أشهر، وهنَّ لم يأخذن مثلها.

المنافسة على الراحة مقابل ضغط الأخريات

سبب آخر لكون النساء عدوانيات تجاه زملائهن في بيئة العمل، قد يرجع إلى أنهن مضغوطات بشكلٍ كبير في وظائفهن، ما ينتج عنه توتر يجعلهن بطريقة غير إرادية يعاقبن الجميع حولهن على هذا الذنب، بل ويرغبن في أن يشعر الجميع حولهن بالضغط نفسه. ووصول بعض النساء لمنصب إداري يعني أنها عملت بانتظام لأكثر من 7 ساعات يومية، ربما ضحَّت بأوقات العطلات والأعياد، أو حتى ضحت بفكرة تكوين أسرة وإنجاب أطفال، وإن كان لديها أطفال فقد تركتهم عشرات الساعات أسبوعياً مع مربية. لذا ترى أنه يجب على كل النساء تقديم التضحية مثلها، للوصول لمثل هذا المنصب، وترى تلك المديرة أن على الجميع التخلي عن حياته مثلها، وهذا تفسير من وحي تجربة محامية شابة تدعى شانون لمجلة The Atlantic الأميركية.

أنواع النساء المتنافسات

العدوانية المتنمرة

هي ذلك النوع من النساء اللواتي يظهرن عداءهن للموظفين في المناصب الإدارية تحتها، ويعطين الأوامر بأسلوب فظ، ولا يقبلن أي أعذار. بالمناسبة هذه من أفضل أنواع «المديرات السيئات» في العمل – لا تتعجب! -، لأن من يتعامل معها يعرف بم تفكر ومن تفضل ومن تعادي.

المتملقة

تفعل أي شيء للوصول للقمة، عبر تملق مدرائها، وإخبارهم كم هي عظيمة لأنها تتعلم فقط من بحر مدرائها الواسع، بالمناسبة، هذا النوع من المديرات لا يهمه أن يدوس آخرين في طريق الوصول للقمة.

ذات الوجهين

الآن عرفت لماذا وصفت السابقة بأنها من أفضل الأنواع؟ لأن «ذات الوجهين» تعتبر من أسوأ أنواع زميلات العمل، فلا يستطيع زملاؤها تحديد موقفها تجاههم، يُمكن أن تضحك في وجهك، في نفس اليوم الذي تدخل فيه إلى المدير لتقديم شكوى فيك. أنت هنا لا تضمن موقفها أبداً.

المهمة ومخزن الأسرار

أو هكذا توحي لزملائها حولها، إذ تشعرهم بأنها تعرف كل شيء لكنها لا تريد مشاركة هذه الأسرار، «تنسى» دائماً وضعهن في الرسائل الهامة، أو دعوتهن للاجتماعات، هذا فضلاً عن أنها غير متعاونة بالمرة، فإذا طُلب منها معلومة، نادراً ما تتجاوب.

سارقة الأضواء

تكون غير آمنة على منصبها، لذا تسرق الأضواء بالحديث عن مجهودها العظيم الذي تبذله، بل ويتطور الأمر إلى حد نسب مجهود فريقها إليها شخصياً. غير مبالية لكنها مشغولة دائماً: تدّعي الانشغال طوال الوقت، سواءً بالعمل أو الأسرة لدرجة أنها ليس لديها وقت لإنجاز عملها. قد تكلف أحد موظفيها بإنجاز عملها، لأنها «مشغولة».

المتمسكنة.. ملكة الدراما

كما يقول المثل: «تمسكن حتى تمكّن»، نعم هي كذلك، تستجدي استعطاف الجميع بالقصص الدرامية أو ربما بالدموع حتى، وذلك للخروج من المواقف الصعبة.

أم الجميع

حتى وإن لم تكن متزوجة ولديها أطفال، ستجد أن هذه المديرة «النادرة» بمثابة أم للجميع، تنكر ذاتها، وتبحث عن راحة وسعادة زملائها كأنهم أطفالها، ولا تفكر في إيذائهم، بل قد تخفي بعض زلاتهم كي لا يعاقبوا. تعتبر هذه أغلب نماذج المديرات في العمل التي ذكرتها أولغا خازان، الكاتبة بمجلة The Atlantic الأميركية، في تقريرها عن بيئات العمل المختلفة مثل المحاماة وشركات الاستشارات والمحاسبة، والمدونة بصحيفة The Daily Telegraph البريطانية سكارليت راسال.

كيف «تفوزين» في هذا السباق؟

عزيزتي، بعدما أخبرناكِ بكل تلك العلامات التحذيرية والأخرى الشارحة والمفسرة لهذا السلوك، جاء دور النصيحة.

تفادي التوتر في أماكن العمل بعدم التواصل مع زملاء العمل خارج مقر العمل، بحسب نصيحة كتاب «العبي كرجل، وانتصري كامرأة» الذي ألفته النائبة السابقة لرئيس شبكة CNN غيل إيفانز.

سيطري على غضبكِ من زميلة العمل، لأن التحكم في الغضب يعني تفادي الكثير من المشاكل، حتى لا تورطي نفسك بكلماتٍ تندمي عليها فيما بعد. احتفظي بهذا الغضب أو الكره من زميلتك لنفسك فقط ولا تفصحي عنه، لأننا نعرف ما يتلو جملة «لن أخبر أحداً» إذ تعرف الشركة كلها بهذا السر.

لا تحاولي بأي شكل من الأشكال إثبات التميز على زميلتك إذا كانت مديرتك، لأنها ستنتظر لك أي خطأ بسيط بل تترصد لك الأخطاء.

فقد قرأت قصة عن مديرة طردت موظفة بسبب نسيانها إغلاق علامة تنصيص في أحد التقارير التي عملت عليها، ورغم إشادة مديرها الرجل بالتقرير الذي أعدته، رأت تلك المديرة أن هذا انتحال لآراء الآخرين وطردتها!
كيف تنجو بشركتك من «حرب النساء»؟

الحافز المادي

ربما هذه فكرة شريرة بعض الشيء، لكنها من اقتراح بعض السيدات اللاتي عملن في مجال التمريض، وهو أحد أشهر مجالات المنافسة بين النساء وانتشار التنمر. فكرتهن هي تقديم المستشفى حافزاً مادياً لجميع العاملات، وعندها إما أن ينشغل الجميع في عمله بعد مكافأتهن، أو سيعلو صوت «المتنمرات»، بأن فلانة حصلت على تقدير أكثر من فلانة الأخرى، ما يُمكن الإدارة بشكل رسمي من التدخل لإيقاف هذا التنمر.

تقدير المتميزات

ينصح أرباب العمل بإظهار التقدير للنساء الموهوبات، لأن النساء اللواتي يشعرن بالتفاؤل حيال مستقبلهن الوظيفي، سيُصبحن أقل ميلاً لتدمير زميلاتهن الأخريات. وينصح أن يكون هذا بذكاء، وبعيداً عن النساء الأخريات، حتى لا يشعرن بالغيرة.

دعم الأم العاملة

تحسين الدعم المقدَّم للأم العاملة، ومراقبة ذلك عبر مدير سيساعد في تخفيف حدة المشاحنات، لأن الأمر سيكون قانوناً رسمياً، يمنح الأم بصفة رسمية العمل من المنزل في بعض الأحيان، أو أخذ إجازات لمرض الأطفال، بدلاً من أن تنظر لها زميلاتها على أنها حصلت على تمييز لن يحصلن عليه في الموقف نفسه. أما إذا كنت مجرد زميل عمل لهؤلاء النساء، فنصيحتي كامرأة، إياك أن تُقحم نفسك في هذه المشكلات، لأنك ستفقد تأييد إحداهن بكل تأكيد، أو ربما الاثنتين! انفد بجلدك يا عزيزي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى