ما الذي يسبب دُوار الحركة
الاهتزاز القوي لقطار أو سيارة أو قارب قد يكونُ مريحاً لبعض الناس ، ولكن بالنسبة لآخرين ، فإنه يولد الانزعاج الشديد والدوخة، والغثيان وحتى التقيؤ ، وهذه الحالة المعروفة باسم دوار الحركة ، يمكن أن تصيبَ المُسافرين من جميع الأعمار ، على الرغم من أنه يصيب في أغلب الأحيان الأطفال . السفر هو من السبب الأكثر شيوعا ، ولكن اللعب في الحلقات السريعة مثل تلك التي في الملاهي وألعاب الأبعاد الثلاثية أو بيئات الواقع الافتراضي يمكن أيضًا أن تؤدي إلى الغثيان .
في حين أن دُوار الحركة ليست من الحالات المهددة للحياة ، لكن يمكن لأعراضه أن تكون مزعجة للغاية ، وتحول الرحلة الممتعة إلى كابوس بالنسبة للمعدة . فلماذا هذا النوع المعين من الحركة تشعر بعض الناس بالمرض ؟
وفقًا لطبيبة الأسرة الدكتورة هيلاري هوكينز : فإن السبب يمكن أن يعود إلى أن المدخلات الحسية التي يستقبلها الدماغ متضاربة حيثُ تتلقى معلومات أن الجسم ثابت ومتحرك في نفس الوقت .
أنت لا تشعر بذلك عندما تمشي على قدميك ، لكنك تشعُرُ بالدوارِ عندما تكون ساكنًا ولكن هناك قوة دافعة تنقلك من مكان لآخر وأضافَت هوكينز لمجلة لايف ساينس العلمية: مراكز التوازن في أُذنك الداخلية تنظر شيئًا مختلفًا عن الواقع
الهياكل التي في الأُذن الداخلية والتي تعُرف مجتمعةً باسم النظام الدهليزي تعمل على كشف الجاذبية والحركة ، وتنقل الإشارات الكهرُبائية على مراحل إلى الدماغ لتساعدك على الحفاظ على توازنك .وتُعزز هذه الإشارات بمدخلات من الحواس الأخرى ، ولكن هذا يمكن أن يكون مشكلة إذا كانت تلك البيانات متناقضة .
فعلى سبيل المثال ، عندما تكون داخل سيارة متحركة وترى الأشياء عبر النافذة وأنت تسير بجانبها فإن ذلك يُخبر دماغك أن الجسم في حالة حركة ، لكن جسمك الثابت على المقعد له قصة أخرى مغايرة ، مفادها أنك لا تتحرك ، فعندما تكون داخل السيارة فأنت لا تتقدم للأمام بفعل قوة جسمك بل بفعل قوة خارجية ، دُوارُ الحركة يحدثُ عندما لا يعلم دماغك أيُ تلك المعلومات يمكن أن يصدقها .
د. هوكينز تقول : الإشارات التي يتلقاها الدماغ ملخبطة ، والغثيان والصداع والتعرق والقشعريرة التي تحدث تكون استجابة لفقدان الجسم الإحساس بالتوازن ، قائدي المركبات أقلُ عُرضة لهذا الشعور مقارنةً بالركاب بسبب أنه عندما تكون المتحكم بالمركبة فإن تضارب تلك الإشارات يكونُ قليل نسبيًا ويكون الدماغُ أقلُ حيرة .
الغثيان عادةً من الأعراض الأولى لمرض دُوار الحركة ، ولكن في كل حالة تقريبًا ، تتبعه أعراض أكثر خطورة ، مثل النعاس ، والتهيج والشعور بامتلاء المعدة ، وفقًا لدراسة في يوليو عام 2014 نُشرت في المجلة الأمريكية لطبيب الأسرة.
التعرف على الأعراض في وقتٍ مبكر واتخاذ الإجراءات المناسبة يُمكِّن من درء نوبة دوار الحركة قبل أن تأخذ في التعقيد ، كما ذكر ناشرو تلك الدراسة .
دراسات أخرى وجدت أن الجلوس في الصف الأمامي للمركبة وتركيز النظر في الأفق الذي تسير باتجاهه من شأنه تخفيف الأعراض ، الباحثون في تلك الدراسات كتبوا أن اختيار أماكن الجلوس في المركبة التي تكون الحركة والتأرجح فيها أقل يساعد في التقليل من تلك الأعراض المُزعجة .
كما اقترحت د.هوكينز حافظوا دائماً على أن تكون تلك الإشارات المتضاربة في أدنى حد ممكن ، إذا كنت في سيارة فاجلس في الصف الأمامي ، وإذا ركبت الحافلة اجلس بالقرب من النافذة ، استنشاق الهواء البارد المنعش يُساعد أيضًا ، أغلق عينيك إذا كنت تنزعج من المرور بسرعة حول الأشياء بالخارج .
المصدر : نون العلمية