الاكثر قراءة

“فيسبوك” للسوريين فقط!

تتجه حكومة النظام السوري لطرح تطبيق للتواصل الاجتماعي، يبدو أن الهدف منه تعزيز الرقابة وتضييق الخناق على حرية التعبير.

ونقلت مصادر إعلامية موالية عن نائب وزير الاتصالات والتقانة، غسان سابا، قوله أنه يتم الإعداد لإصدار تطبيق مماثل لـ”فايسبوك”، لكنه سيكون مخصصاً للسوريين فقط.

وقالت مجلة “مسارات”، التي تعرف عن نفسها بأنها “ليست صفحة فايسبوك، بل مجلة تعمل تحت قانون حماية الملكية الفكرية والتجارية وفق تراخيص نظامية”، أن سابا صرح لها بأن الوزارة “تعمل على إصدار تطبيق جديد مماثل للفايسبوك لكنه سيكون سورياً بامتياز”، مضيفاً: “التطبيق خاص بالسوريين أنفسهم وذلك للحفاظ على سرية المعلومات الشخصية للمواطنين، لمنع نشرها والتلاعب بها خارج الحدود السورية”.

وانتشر اسم المجلة خلال أزمة البنزين الأخيرة في البلاد، مع انتشار صور توثق توزيعها على طوابير السوريين المنتظرين أمام الكازيات، في واحدة من المبادرات التي قام بها النظام من أجل تشجيع القراءة في الطوابير!

وفي حال صحت المعلومات المتداولة، والتي بثتها وسائل إعلام موالية نقلاً عن المجلة، فإن النظام يتجه لتكرار تجارب حليفيه روسيا والصين، اللتين تمتلكان شبكات محلية للتواصل الاجتماعي، تتهمها منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المعنية بحرية التعبير، بأنها شبكات تفرض رقابة حكومية وتساهم في قمع الأصوات المعارضة.

يأتي ذلك بعد أسابيع من توعد وزارة الاتصالات في حكومة النظام السوري، مستخدمي “فايسبوك”، الذين يقومون بنسخ منشورات غيرهم، بالاعتقال والغرامة التي قد تبلغ 300 ألف ليرة سورية.

وبات النظام السوري أكثر عداء لمواقع التواصل الاجتماعي، واتهم الرئيس بشار الأسد ومسؤولون آخرون في النظام، مواقع التواصل بإدارة مؤامرة خارجية، في تبريرهم للأزمات الاقتصادية المتلاحقة، والتي تفجرت بشكل انتقادات في مواقع التواصل منذ مطلع العام الجاري، وبلغت حد توجيه رسائل للأسد شخصياً تطالبه فيها بالتدخل لحل الأزمات المعيشية، وشارك فيها فنانون موالون للنظام مثل شكران مرتجى وأيمن زيدان.

في ضوء ذلك، سخر سوريون في “فايسبوك” من الفكرة، وبالتحديد مسألة “حماية المعلومات الشخصية”، لا سيما في بلد تحكمه الأجهزة الأمنية المحلية والاستخبارات الأجنبية، ويتم فيه اعتقال مستخدمين لوسائل التواصل بناء على ما يكتبونه ويشاركونه في هذه الشبكات. وقال أحدهم أن “الأجدر بالوزارة أن تعمل على تحسين خدمة الإنترنت في سوريا، التي تعاني من ضعف في الأداء، عدا عن الانقطاعات المتكررة من حين لآخر بحجة أن قرش ما قام بعض الكابل البحري”، فيما قال آخر أن “هناك مشاكل أخرى على الوزارة حلها، كخفض سعر المكالمة وفتح باقات انترنت بتكلفة مقبولة، بالإضافة لفك الحظر عن تطبيقات الطلاب بحاجتها وتأمين الكتب العلمية المحظورة في سوريا”.

وبحسب مواقع موالية، فإن الفكرة في سوريا ليست جديدة، حيث افتتحت المجموعة السورية المتحدة للشبكات، موقعاً باسم “سيريا بوك” العام 2011، كأول شبكة سورية للتواصل الاجتماعي تجمع “أهم ميزات مواقع التواصل الاجتماعي العالمية فيسبوك ويويتوب وتويتر”، علماً أن النظام كان يحجب مواقع التواصل الاجتماعي قبل الثورة السورية، لكنه فك الحجب عنها العام 2011.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى