شاهد .. 450 سعودياً يهبون لنجدة المفقودين والعالقين في الرمال
جنّد أكثر من 450 شاباً سعودياً همتهم وكرّسوا طاقاتهم لنجدة المفقودين وإنقاذ العالقين في الجبال والرمال. وكوّن هؤلاء الشباب فريقاً تطوعياً باسم “برق” تخصص في عمليات الإنقاذ، عبر تشكيل جماعات في جميع مناطق السعودية، تقوم بأعمال البحث والإنقاذ، بالإضافة لتثقيف المجتمع السعودي لاتخاذ إجراءات السلامة في المناطق الوعرة والرحلات البرية.
ويمتلك فريق “برق” التطوعي للإنقاذ أسطولا من سيارات الدفع الرباعي المجهزة. ويُعتبر أول فريق تطوعي في السعودية معتمد من قبل وزارة الداخلية ممثلةً في الدفاع المدني، وهو معتمد أيضاً من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، فهو فريق ذو كوادر مدربة ومؤهلة لتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية.
قائد الفريق طلال عبدالغني تحدث لـ”العربية.نت” قائلاً: “الفريق تأسس منذ أربعة أعوام، وتتمثل مهمتنا الرئيسية في البحث والإنقاذ عن الأشخاص المفقودين أو المصابين أو سحب للمركبات العالقة بالرمال أو الطين، ولا سيما في المناطق الصحراوية والمرتفعة أو الجبلية أو الوحل والطين”.
وأضاف: “يمكن استدعاؤنا في أي وقت سواء للبحث عن الأشخاص التائهين في المناطق الصحراوية أو غيرها، فالفريق مدرب على أنواع مختلفة من الحوادث التي تطلب إنقاذاً برياً”.
وأفاد بأن “منطقة عمليات فريق برق الرئيسية في السعودية هي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية ومنطقة الباحة، لكن يمكننا أيضا أن نتشرف بمساعدة الفرق الأخرى في مناطق أخرى عند الحاجة، فأعضاء الفريق لديهم خبرة ممتازة في الإنقاذ بمركبة الدفع الرباعي وسحب السيارات”.
وأكد أن أعضاء الفريق جاهزون على مدار الـ24 ساعة، وعلى استعداد للمساعدة في حادث في أي منطقة قريبة منهم، كما هم مستعدون لمساعدة أي من فرق الإنقاذ المعتمدة الأخرى عند وقوع حوادث في مناطق أخرى قريبة أو بعيدة.
من جهته، سرد عضو الفريق فهد الخلف أحد مواقف الإنقاذ التي نفذها هو وزملاؤه، عندما همّوا لإنقاذ عائلة غاصت مركبتها في الوحل. وروى قائلاً: “حينها لم تكن الحبال التي بحوزتنا تتجاوز مسافة الـ60 متراً. ولم نجد أي وسيلة أخرى للإنقاذ، فغصنا في الوحل مع العائلة، وبعد عدة محاولات استغرقت أكثر من أربع ساعات، استطعنا إخراج مركبتنا ذات الدفع الرباعي وسحب السيارة العالقة في الوحل، وإنقاذ الأشخاص الآخرين ومركبتهم ولله الحمد”.
وفي موقف آخر، تحدث عمار الطيب عن قصة وصفها بـ”الصعبة” والتي لا تزال عالقة في ذهنه، قائلاً: “عند وصولنا إلى منطقة الليث لمباشرة إحدى الحالات، تفاجأنا بأن المركبة عالقة في طين بمقدار 2 متر، وقمنا بدخول المنطقة لإنقاذ الأشخاص، إلا أننا لم نتمكن من ذلك، وطلبنا مساعدة من الأعضاء الآخرين في فريق برق. لكن كل المحاولات فشلت، ووصل عدد سيارات الفريق التي علقت في الطين إلى 12 سيارة. واستمر إنقاذ المركبات لمدة ثلاثة أيام. ورغم لساعات البعوض وقرصات العقارب، إلا أننا قمنا في النهاية بسحب جميع المركبات العالقة في الطين”.
من جانبه، عبّر عضو آخر في الفريق يدعى مازن جمال عن سعادته الغامرة وهو يشارك الفريق مهام البحث والإنقاذ، مبيناً أن “التطوع عمل جميل وفيه الخير الكثير لما يقدمه من خدمات إنسانية ووطنية”.