موظف سابق يكشف عن تفاصيل جديدة حول كارثة “فوكوشيما” النووية
كشف موظف سابق في المنشأة النووية المنكوبة “فوكوشيما“،التي تعرضت لتسونامي في العام 2011، أن رئيسه السابق حذر من تضرر المنشأة من تسونامي ضخم محتمل، لكنه أرجأ تنفيذ إجراءات بناء جدار وقائي لمنع تضرر الموقع.
وفي شهادته أمام المحكمة هذا الأسبوع، قال الموظف في شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو TEPCO)، المالكة للمفاعل المنكوب “فوكوشيما داتشي”، إن اختبار السلامة العام 2008 أظهر احتمالية وقوع زلزال يتسبب في حدوث تسونامي بارتفاع 52 قدمًا، قد يضرب المرفق الساحلي، وفقًا لما نقلته مجلة “نيوز ويك” الأمريكية عن صحيفة “أساهي شمبون” اليابانية.
وخططت الشركة، لبناء جدار بحري وقائي ضد تسونامي، إلا أن الموظف أخبر المحكمة بأن نائب رئيس الشركة السابق ساكي موتو رفض الفكرة فجأة.
وذكرت مجلة “يابان تايمز”، أنه “تم عرض السيناريو المحتمل للكارثة خلال اجتماع في 7 مارس/آذار 2011، ما اضطر المنظمين للتوصية مرة أخرى ببناء جدار وقائي لحماية هذا المرفق، إلا أن الوقت تأخر بالفعل لتنفيذه، إذ وقع الزلزال الذي بلغت قوته 9.0 درجة محدثًا موجات مد عاتية (تسونامي) بعد 4 أيام فقط في 11 مارس/آذار 2011، ما أسفر عن مقتل و/أو فقدان نحو 18.500 ألف شخص وتدمير المنشأة”.
وانهارت 3 مفاعلات من إجمالي المفاعلات الستة في منشأة “فوكوشيما” النووية، ووُجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس السابق لشركة “تيبكو” توسنيهيسا كاتسوماتا، ونائبيه موتو وأشيرو تاكيكورو، في فبراير/شباط 2016.
ويُحاكم الثلاثة حاليًا بتهمة الإهمال المهني، الذي تسبب في وفاة وإصابة الآلاف، في أسوأ كارثة نووية منذ حادث تشرنوبيل في العام 1986.
وعلى الرغم من تجاوز خطة استعادة المنشأة الجدول الزمني المفترض لإعادة التشغيل، والميزانية الضخمة التي بلغت مليارات الدولارات، فإن شركة “تبيكو” حققت بعض النجاحات مؤخرًا، إذ استطاعت بعد 6 سنوات من وقوع الكارثة، العثور على الوقود النووي المذاب أسفل المفاعلات المغمورة جزئيًا.
وكانت نسبة الإشعاع في الموقع عالية للغاية، حتى أن الروبوتات المُرسلة في وقت سابق، لم تستطع اجتياز القوة النووية القاتلة، كما تعثرت الجهود المبذولة لاستعادة الوقود بسبب فشل الجدار الثلجي، الذي اخترق الأرض بعمق 100 قدم، بتكلفة 324 مليون دولار، في منع تسرب المياه الجوفية إلى الموقع.
وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء الشهر الماضي أن كمية المياه الجوفية المتسربة للموقع ازدادت منذ بناء الجدار الجليدي، في أغسطس/آب الماضي، والذي يعد أحدث انتكاسة في عملية تنظيف التلوث التي تواجه تعقيدات لا نهاية لها.
وتزيد عملية إزالة هذه المياه المشعة من أزمة تخزين متنامية بالفعل في الموقع، إذ تعمدت شركة “تبيكو”، ضخ الماء لتبريد المفاعلات التالفة في المنشأة، ولكن عقب ملامسة الماء للنبات في المنطقة المشعة، أصبحت مياه التبريد والمياه الجوفية ملوثة بمادة “التريتيوم” ، وهي منتج ثانوي من العملية النووية يصعب تنقيتها من المياه.
وتُخزن شركة “تيبكو” أكثر من مليون طن من المياه الملوثة بـ”التريتيوم” في 650 دبابة عملاقة، وفقًا لـ”يابان تايمز”، وسط مساعٍ حثيثة من الشركة، لإقناع الحكومة بالسماح بإغراق هذه الأطنان في المحيط.
وعلى الرغم من احتجاج بعض السكان المحليين على هذه الفكرة، فإن كثيرًا من الخبراء، يرون أن الجرعات الصغيرة “التريتيوم” ، كناتج ثانوي طبيعي للعملية النووية، غير ضارة، مشيرين إلى التخلص منها في المحيطات في جميع أنحاء العالم.
وزعم بعض النشطاء في فوكوشيما وصيادي السمك، بأن إغراق التريتيوم ، حتى ولو بكميات صغيرة، سيضر على نحو متزايد بسمعة المنطقة، التي لا تزال تعد مرادفة للكارثة النووية.
وتأتي الصين وكوريا الجنوبية، الجارتان القريبتان، على رأس بعض الدول المُقيدة لاستيراد بعض المنتجات من اليابان.
وتمنع المخاوف من الإشعاع في المنطقة، نحو 160 ألف شخص مواطن، من العودة إلى فوكوشيما، على الرغم من بداية عودة الحياة إلى بعض أجزاء المقاطعة المنكوبة.
وأعلنت بلدة “أوكوما” السماح بعودة بعض المواطنين بين عشية وضحاها، ابتداء من الأسبوع المقبل، للمرة الأولى منذ وقوع الكارثة في مارس / آذار 2011، حسبما أفادت صحيفة “ذي ماينيشي شيمبون” اليابانية.
المصدر : إرم