أخطاء شائعة في تربية الأبناء.. نصائح عملية لتجنبها
تختلف العلاقة بين الآباء والأطفال نظرا لتباين احتياجات الأطفال، لكن هناك سلوكيات شائعة وخصائص مشتركة تمرّ بها جميع العلاقات بين الآباء والأبناء تقريبا، ولا سيما في مرحلة النمو وفترة المراهقة، ترافقها ردود أفعال يجب أن تدرس بعناية فائقة من طرف الوالدين بهدف تجنب الأخطاء التربوية الشائعة.
وقال الكاتب كونستانتين لوكين، في مقال نشرته مجلة “سايكولوجي توداي” الأميركية، إن هناك إجماعا على أن الأبوّة والأمومة مهمتان في غاية الصعوبة.
آباء الطائرة المروحية
خلال فترة المراهقة، يصبح الأطفال أكثر ميلا إلى الاستقلالية، مما يعتبر أمرا إيجابيا لنموهم، وقد يرغب المراهقون في قضاء مزيد من الوقت مع أصدقائهم بدلا من والديهم، وقضاء عطلات نهاية الأسبوع خارج المنزل، ومن الطبيعي أن تشعر بالقلق نوعا ما عندما يكون طفلك غائبا عن ناظريك، إلا أن منعه من ممارسة الأنشطة التي يفضلها بمفرده سيكون له أثر سلبي على نفسيته.
ويسمى الوالدان بـ”آباء الطائرة المروحية” حين يرغب أحدهما بالمشاركة في حياة طفله بجميع تفاصيلها، ولكن قد يدفع هذا التصرف الطفل إلى الاعتقاد بأنه عاجز عن الاعتماد على نفسه، مما يتسبب في إصابته بحالة من الفزع.
لذلك ينبغي على الوالدين السماح لأطفالهم بارتكاب الأخطاء شرط أن تكون في حدود المعقول، حتى يتسنى لهم اكتشاف خبايا الحياة بمفردهم.
إزاحة جميع العقبات
غالبا ما يرتكب الآباء خطأ شائعا يتمثل في محاولة التخلص من جميع العقبات التي تعترض أطفالهم، بما في ذلك مرافقتهم أثناء خوضهم علاقات اجتماعية أو إنجاز بعض واجباتهم المدرسية.
وعلى المدى الطويل، لا تصنف معالجة جميع مشاكل طفلك ضمن التصرفات الإيجابية، إذ يؤدي ذلك إلى اعتقاده بأنه فاشل في التعامل مع مشاكله الخاصة وإلى تدنّي تقديره لذاته.
إلغاء وجودهم
وينبغي أن يتوخى الآباء الحذر إزاء تجارب أولادهم العاطفية، وبغض النظر عن مدى مبالغة الولد في إبداء رد فعل عاطفي وسخيف بشأن حدث ما، فإنه لا ينبغي على الوالدين التقليل من شأن تجارب طفلهما العاطفية أو تجاهلها أو إهمالها، فقد يتسبب هذا الوضع في لجوء الأطفال إلى إخفاء مشاعرهم، وربما معالجتها بطريقة تفتقر إلى الفعالية مما قد يزيد من سوء حالتهم النفسية.
ويكتسب الذكاء العاطفي أهمية بالغة، مما يتطلب منك تعلم الطريقة التي تساعدك على تفهم مشاعر ولدك دون إطلاق الأحكام.
عدم توافق الوالدين
يجب أن يتحلى الوالدان بالتوافق عندما يتعلق الأمر بتربية أبنائهم، سواء كان ذلك أثناء المدح أو العقاب أو تقديم النصح أو غيره.
ومن شأن الافتقار إلى الانسجام أن يؤثر سلبا على الطفل، حيث يؤدي إلى تشويش ذهنه ويخلق بيئة معيشية فوضوية بصفة عامة.
قد يبدو الأمر بسيطا، إلا أن وضع إستراتيجية متفق عليها -تساعد على رسم حدود لا يمكن لطفلك تجاوزها من جهة، وتعزيز شخصيته من جهة ثانية- يعتبر مهمة أصعب مما تبدو عليه.
لا للدلال المفرط
قد يكون لتدليل طفلك ودفعه للاعتقاد بأنه شخص مهم في حياتك ويستحق المزيد من الحب والعطاء -سواء كان ذلك ماديا أو معنويا- عواقب وخيمة، ومن المحتمل أن يكبر الطفل الذي كان مدللا بشكل مفرط ليعتقد أنه مميز جدا ويستحق معاملة خاصة، وهو ما يؤدي إلى فشل علاقاته الشخصية.
لذلك، يجدر بك التساؤل عما إذا كنت تدلل طفلك لاعتقادك أنه تصرف مفيد بالنسبة له أو لأن تحقيق جميع رغباته سيجعله يحبك أكثر، وعلى هذا الأساس، يجب أن تدرك أن الأبوة والأمومة ليستا بالمهمة الهينة، حيث تحتاج إلى بعض الإرشادات البسيطة التي توجهك وتساعدك على إقامة علاقة وثيقة مع ولدك.