سياسة

قناة أمريكية : ” ورطة كبيرة “.. الصرlع في أذربيجان قد يهـ. ـد د وحدة إيران !

ليست القذا. ئف الشاردة التي تسقط على أراضيها أحيانا نتيجة القصف المتبادل بين أرمينيا وأذربيجان هي الشيء الوحيد الذي يقلق إيران في هذا الصر. اع المستعر قرب حدودها، ولكن أيضا شعورها بخطورة الانقسام الذي تسببه الأزمة داخل المجتمع الإيراني.

ويعيش في إيران ملايين الأذريين الذين يشتركون في القومية مع سكان جارتهم أذربيجان، والذين يتعاطفون مع المطالب الأذربيجانية في إقليم ناغورنو قره باغ، ويناصبون أرمينيا العداء بسبب صر. اعها مع أذربيجان.

وتقدر أعداد الأذريين بنحو 28 مليون نسمة بحسب إحصاءات غير رسمية، ويسكنون في مدن رئيسية في شمال غرب إيران مثل تبريز وأرومية، كما أنهم متواجدون بشكل كبير في العاصمة طهران التي يشكلون أكثر من نصف سكانها.

ويقول الباحث الإيراني علي هاشميان لموقع “الحرة” إن أهمية هذه القومية تأتي لثلاث أسباب هي قوتها العددية التي تمثل جزءا كبيرا من السكان، كما أن قوتهم الاقتصادية كبيرة جدا ويمتلكون أصولا اقتصادية وصناعية وقوة اقتصادية متمثلة في انخفاض نسبة البطالة في مناطقهم.

ويضيف هاشميان إن النقطة الثالثة هي اتفاق “مشاعر الأذريين الإيرانيين مع مواقف تركيا وأذربيجان في المنطقة”.

ويمثل الأذريون عنصرا فعالا بشكل كبير في السياسة الإيرانية منذ مئات السنين، إذ أن الدولة الصفوية التي سيطرت على أجزاء واسعة من آسيا تعود بأصولها إلى قومية تركية، كما إن المرشد الإيراني الحالي علي خامنئي والزعيم المعارض مير حسين موسوي هما من القومية الأذرية “لكنهما يعتبران متعاطفين مع القومية الفارسية بشكل أكبر”، كما يقول الباحث مصطفى فحص.

ويقول فحص لموقع “الحرة” إن الأذر هم القومية الثانية الكبرى في إيران بعد القومية الفارسية وهم يمتلكون نفوذا كبيرا داخل السلطة والحوزة الدينية والبازار (السوق) الإيرانية.

ويضيف فحص إن تاريخ الأذريين الممتد إلى العصور الصفوية والقاجارية جعلهم نافذين جدا في الدولة الإيرانية ومؤهلين لإدارة جزء كبير منها.

وساهم اشتراك الأذريين في الثورة الإيرانية التي انتهت بسقوط الشاه في نجاح هذه الثورة، ويقول فحص إن النظام الإيراني يعرف هذا جيدا، لهذا هو حذر من استفزاز الأذريين.

ويروي فحص في مقال منشور على موقع “الحرة” حادثة نشر صحيفة إيرانية لرسم عنصري يصور الأذريين بشكل مهين أدى إلى اندلاع احتجاجات أجبرت المرشد الإيراني وقتها على الذهاب لمناطق الأذريين من أجل تهدئتهم.

وحاليا، يشعر الأذريون بأن النظام الإيراني “يكذب عليهم” بشأن موقفه من الصراع بين أذربيجان وأرمينيا من أجل عدم استثارتهم، بحسب الخبير الإيراني علي هاشميان.

ويقول هاشميان إن “الأذريين يعرفون إن النظام الإيراني يكذب وينافق في ما يتعلق بالموقف من الصراع على الحدود”، مضيفا “إيران ترسل مساعدات لأرمينيا عبر الأراضي الروسية لكنها تقف مع أذربيجان إعلاميا لعدم استثارة الأذريين”.

وشهدت المناطق الأذرية احتجاجات ضد هذا السلوك الإيراني، وفق هاشميان، دفعت بمسؤولين في النظام، منهم مستشار خامنئي، علي أكبر ولايتي، إلى نفي تقديم إيران مساعدات لأرمينيا والتعبير عن مساندته لحقوق أذربيجان في إقليم ناغورنو قره باغ.

“لكنهم يعرفون أن النظام يكذب” يقول هاشميان، مضيفا أن “الأذريين يتابعون الإعلام الأذربيجاني والتركي، ويصدقون تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف التي قال فيها إن إيران ترسل متطوعين ومساعدات للقتال إلى جانب أرمينيا”.

وقالت تقارير إعلامية، لم يتم التأكد منها، إن إيران أرسلت مقا. تلين من الأرمن الذين يعيشون على أراضيها، والذين تقدر أعدادهم بمئة ألف نسمة، للق. تال إلى جانب الجيش الأرميني ضد أذربيجان.

ويقول هاشميان لموقع “الحرة” إن إيران متورطة في الصراع لأن أذربيجان تشترك مع إيران في المذهب الشيعي مما يوجب على إيران دعمها وإلا تبين أنها “منافقة” في إعلانها دعم القضايا الشيعية في العالم.

ويعتقد هاشميان أن النظام الإيراني “في أزمة كبيرة” بسبب اضطراره إلى دعم أرمينيا “في السر” لعدم تقوية أذربيجان وتركيا مما قد يمهد لطموحات الدولتين بضم بعض مناطق الأذر الإيرانيين مستقبلا إلى أذربيجان، واضطراره إلى انتقادها في العلن لعدم استثارة الأذريين داخل إيران.

وانطلقت تظاهرات في المدن ذات الغالبية الأذرية وفي مناطق جنوب شرق طهران غضبا على السياسات الإيرانية تجاه الصراع مما شكل “إنذارا للنظام الإيراني” بحسب هاشميان، الذي قال إن النهج الإيراني بدعم الجانبين لا يمكن أن يستمر وأن على إيران أن تتخذ موقفا في نهاية المطاف مما يمثل لها “ورطة كبيرة”.

وجددت إيران عدة مرات الدعوة للتوسط لحل الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا، لكن الجانبين وحلفاءهما يبدون مستعدين للق. تال لفترة أطول.

ويقول الباحث مصطفى فحص إن انتقادات إيران لأرمينيا هي “الأولى من نوعها” منذ زمن طويل، وأنه دفع إليها بسبب قوة الأذريين الذين استغلوا “ضعف الهوية المذهبية وصعود الهويات القومية” في إيران للبروز على ساحة الأحداث.

وبحسب فحص فإن “مخاوف النظام من الأذر قوية ومؤثرة ولهذا فإن حسابات النظام مع الأذر معقدة وحساسة”، مؤكدا أن “موقف الأذريين قوي وصلب وقد يهدد وحدة التراب الإيراني” إذا أخطأت إيران في التعامل مع الصراع الدائر حاليا.

المصدر: قناة الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى