تحدثت عن الرواتب و الأسباب التي تدفعهم لذلك .. صحيفة تكشف تفاصيل تجنيد سوريين للذهاب إلى أذربيجان !
قال متطوعون في آخر مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، إن عدداً من المقا. تلين المعارضين وقعوا عقوداً للعمل لصالح شركة تركية خاصة، كحراس أمنيين في أذربيجان.
وقالت صحيفة “غارديان” البريطانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إنها تحدثت لثلاثة رجال يعيشون في آخر مناطق سيطرة المعارضة، وقد قالوا إن عقداً من الحرب والفقر المدقع أسباب دفعتهم للاتفاق مع قياديين في فصائل ووسطاء وعدوهم بالعمل لصالح شركة أمنية تركية خاصة، ومن المتوقع أن يسافروا إلى تركيا ومنها سينقلون إلى أذربيجان.
وقالت الصحيفة إن مراقبين تساءلوا عن سبب احتياج القوات العسكرية الأذرية المدربة والمسلحة بشكل جيد، لمساعدة مرتزقة سوريين، وتضيف أن رجالاً في إدلب أكدوا أن حملة التجنيد بدأت قبل شهر.
وقال شقيقان من اعزاز للصحيفة (رفضا الكشف عن أسمائهما لحساسية الموضوع) إنهما استدعيا لمعسكر تدريبي في عفرين، في الثالث عشر من الشهر الجاري، وعند وصولهما قال لهما قيادي في فرقة السلطان مراد، إن العمل يقتصر على الحراسة في نقاط مراقبة ومنشآت للنفط والغاز في أذربيجان، ومدة العقد 3 أو 6 أشهر، براتب يتراوح بين 7 إلى 1000 ليرة تركية شهرياً، وهو رقم أكبر بكثير مما يستطيعان الحصول عليه في سوريا.
ولم يذكر القيادي أية تفاصيل عن متطلبات العمل أو عن موعد الرحيل المتوقع، كما أن اسم الشركة التركية لم يعرف شأنه شأن طريقة الحصول على الراتب المفترض.
وقال أحد الشقيقين: “أخبرنا قائدنا بأننا لن نحارب، ما سنفعله هو تقديم المساعدة في حراسة بعض المناطق، رواتبنا لا تكفينا للعيش (في سوريا) لذلك نجد في هذا العرض فرصة رائعة للحصول على المال”.
وأضاف شقيقه: “لا توجد فرص عمل (في سوريا)، كنت أعمل خياطاً في حلب، ولكن مذ هجرنا إلى اعزاز قبل سنوات، حاولت العمل بمهنتي مجدداً دون جدوى، ولا أستطيع أنا وعائلتي تحقيق مدخول يكفينا”.
وتعتبر الرواتب الموعودة مبالغ ضخمة إذا ما قورنت بالمدخول الشهري الذي يحصل عليها المقا. تلون المعارضون في سوريا (من تركيا)، على حد تعبير الصحيفة.
وتنقل غارديان عن شاب آخر في إدلب قوله إنه استدعي مع 150 آخرين إلى عفرين في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وقيل لهم أن يستعدوا للمغادرة، قبل أن يقال لهم -في اليوم ذاته- إن المغادرة تأجلت حتى إشعار آخر.
وقال الشاب إنه طلب الحصول على رقم وسيط، بعد أن سمع عن الموضوع، وسجل اسمه لدى وسيط محلي، على أن يحصل الأخير على 200 دولار من راتبه الأول بعد التجنيد.
وأضاف عمر (اسمه المستعار): “مع بدء تلقي عروض للعمل في ليبيا، كان الناس يخشون السفر إلى هناك، أما الآن فهناك آلاف منا يرغبون بالذهاب سواء إلى ليبيا أو أذربيجان.. لم يتبقى لدينا شيء هنا”.
وعلى غرار ما يقال حالياً عن أذربيجان، قال بعض الرجال الذين ذهبوا إلى ليبيا، إنهم ذهبوا بناء على وعود تشير إلى أن العمل سيقتصر على الحراسة، لكنهم وجدوا أنفسهم يحاربون على الخطوط الأمامية، وقال العديد منهم أن القادة اقتطعوا 20% من رواتبهم.
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث تسوركوف، الباحثة في “مركز السياسة العالمية” في واشنطن، قولها: “لا يقيم المجتمع الدولي وزناً لحياة السوريين، وقد أصبحت سوريا منطقة لتصفية الحسابات الجيوستراتيجية، وتعزيز مصالح دول على حساب السوريين.. لقد كافح السوريون وقاموا الظروف التي تقف ضدهم بكل ما أوتوا من قوة، لكن انهيار الاقتصاد وتدهور العملة، يعني أن معظم السوريين يعانون حالياً للحصول على قوت يومهم لا أكثر، وفي ظل ندرة الخيارات بين يديهم، فإن كثيرين الآن مستعدون لبيع أنفسهم لمن يدفع أكثر”.
وختمت الصحيفة بتصريح لمصدر في وزارة الدفاع التركية، جاء فيه: “نرفض بشدة هذه المزاعم (إرسال مرتزقة سوريين لأذربيجان)، إن دعمنا يشمل الاستشارات العسكرية وتدريب القوات الأذرية، وزارة الدفاع التركية لا تجند ولا تنقل عناصر ميليشيات على الإطلاق”.
* الصورة لقوات أذرية – تركية في أذربيجان
المصدر: عكس السير