صحة

الشهر الأول من الحمل بين الأفراح والمخاوف

يعتبر الشهر الأول مرحلة جوهرية في حياة الحامل؛ فبعد أن اعتاد المبيض أن يلفظ خلية حية -بويضة- كل شهر لا تلبث أن تموت، هذه المرة الأمر مختلف؛ لأن البويضة ستلقح، وهنا سيحدث للجسم تحولات فيزيولوجية ونفسية، وعلى الحامل دور كبير في استقبال هذه التحولات والانسجام معها بفرحة وحذر أيضاً. الدكتور عبد الحميد السبيلي أستاذ النساء والتوليد يوضح لنا ماذا يحدث!

سوف يطرأ على جسمك تحول سريع وفي العمق من دون علمك أو ملاحظتك، وانقطاع الطمث هو العلامة الفارقة على هذا التحول، كما أن عمل جسمك سيغدو عملاً متصلاً مطرداً –بعد أن كان دورياً- وسيتجه كلياً نحو غاية محددة وهي: إنجاب كائن حي.

التحولات الفيزيولوجية تحدث بتأثير مباشر من هرمون الحمل التي يفرزها الجسم بوفرة في هذه المرحلة، فتسبب الغثيان وتوعكات مختلفة، وعليك تقبل كل هذا بصدر رحب.

لا تتحيري في اختيار جنس المولود؛ مخبرياً يمكن فرز الحيوانات المنوية التي تعطي مولوداً ذكراً عن تلك التي تعطي مولوداً أنثى، بيد أن هذا الأمر لا يحدث، وهناك طرق أخرى تحدث صدفة إلى حد ما؛ حيث تعتمد على تعديل حموضة المهبل بمحلول الماء والخل للحصول على بنت، أو بمحلول الماء والبيكربونات الصوديوم للحصول على صبي.

وهناك طريقة تستند على اتباع نظام غذائي معين بإشراف طبي؛ إلا أن النتائج غير مضمونة تماماً… دعي الطبيعة تفعل فعلها فهي ستقدم لك على أي حال أجمل هدية.

يأتي الطفل حاملاً خصائص وراثية؛ هي خليط من خصائص الأهل والأجداد، ورغم ذلك يأتي الطفل كائناً فريداً بذاته، مختلفاً عن أبويه وإخوته وإخوانه، وإن حمل الكثير من صفاتهم.

يصعب تحديد لون عيون الطفل مسبقاً؛ لأن هناك ما يقارب العشرين من الجينات تتحكم بلون العين؛ إذ يمكن أن تأتي عينا الطفل زرقاوين إن كانت عيون الأبوين كستنائية -بنية- ويكفي أن تكون عينا أحد الأجداد أو الأقارب زرقاء.

فئة الدم تتحدد منذ اللحظة التي يندمج فيها الحيوان المنوي للأب مع بويضة الأم، إنها تتبع بالضرورة فئة دم أحد الأبوين.

على الحامل في شهرها الأول تجنب أي فحص إشعاعي – أشعة- من شأنه أن يؤدي إلى نتائج سلبية غير متوقعة، الامتناع عن تناول أي دواء من دون وصفة الطبيب…حتى العقاقير البسيطة يمكن أن تؤذي الجنين في بداية الحمل.

الابتعاد عن تنشق جميع المواد الكيمائية مثل المواد المذوبة والمزيلة للبقع واالأصبغة، لا يمكنك مخالطة المصابين بأمراض معدية؛ لأن الفيروسات قادرة على تشويه الجنين، مثل فيروس الحصبة الألمانية التي تؤدي إلى تشوهات بالغة خلال الفصل الأول من الحمل.

امتنعي عن شرب القهوة والتدخين في هذه المرحلة؛ إذ إن تجاوز مقدار معين قد يؤدي إلى ضمور الجنين أو نقص نموه.

هل تعلمين أن أطفال المدخنات يولدون غالباً قبل الأوان، أو يخرجون مستدبرين -الأطراف السفلى والحوض أولاً-؟

سينتابك حالة من الاكتئاب لا تجدين لها تفسيراً منطقياً، وغثيان متكرر لاسيما عند النهوض من النوم صباحاً، وأحياناً بعض التقيؤ مع فقد للشهية وعسر هضم، وسوف تعانين من أرق واضطراب في النوم ليلاً ورغبة شديدة في النوم نهاراً، وسوف تفقدين بعض البشاشة والمرح.

سينتابك -أيضاً- رغبة متكررة في التبول بسبب ضغط الرحم على المثانة، وتتوقف هذه الرغبة عندما يأخذ الرحم في النمو إلى الأعلى، وهناك المغص الذي تشعرين به أسفل البطن بسبب زيادة حجم الرحم وضغطه على الأربطة..لا تقلقي إنه علامة على أن طفلك يستقر في مكانه الطبيعي.

أين سألد طفلي؟ هل يحق للأب أن يشهد الولادة؟ هل يبقى الطفل في غرفة والدته ليل نهار أم ينتقل إلى غرفة خاصة؟ أسئلة جميلة وحيوية سوف تلاحقك بعد تيقنك من حملك.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى