الاكثر قراءة

روسيا تسابق إيران إلى شاطئ المتوسط وتضع رأس اﻷسد على الطاولة.. من سيكون المنتصر؟

استولت روسيا على ميناء طرطوس البحري بعد أيام من استيلاء إيران على ميناء اللاذقية في إطار سباق محموم بين الجانبين نحو المتوسط، مصحوب بارتفاع ملحوظ في مستوى التوتر الميداني انعكس بمواجهات مباشرة على اﻷرض السورية، فيما أرسلت موسكو بإشارات حول إبداء ليونة ما في عملية الانتقال السياسي ومسألة بقاء اﻷسد مقابل تمسك طهران بموقفها المتصلب.

ووفقاً لتقارير صحفية من مواقع موالية لميليشيا حزب الله فقد حذر زعيمها حسن نصر الله أتباعه في اجتماع منذ أيام من مواجهة محتملة مع روسيا يراها تقترب أكثر يوماً بعد يوم، مطالباً إياهم بالاستعداد لها.

يتزامن ذلك السباق والتسخين مع تحضيرات على “الضفة” الأخرى لسوريا عند الحدود مع العراق شرقي البلاد، لطرد إيران من “البوكمال” ومعبرها الحدودي ووصل مناطق سيطرة ميليشيات الحماية بمعبر التنف الذي يقطع على إيران طريق دمشق – بغداد؛ ما سيضع المشروع اﻹيراني برمته تحت خطر الحصار عبر خلق فاصل على الحدود السورية العراقية.

وفيما يبدو تواطؤاً أو على اﻷقل تخلياً روسياً عن دعم إيران، سحبت موسكو قواتها من محيط البوكمال بالتزامن مع حشد ميليشيات الحماية و”قوات مغاوير الثورة” قواتهم هناك.

وقد وسَّعت إسرائيل وبالتعاون التام مع روسيا من غاراتها على اﻷهداف الإيرانية نحو الشمال في محيط حلب المحافظة ذات الأهمية بالنسبة لطهران، كما تعرضت ميليشياتها في دير الزور لغارات عديدة من طائرات مجهولة الهوية يرجح أنها إسرائيلية أو أمريكية، وذلك كله بالتزامن مع تعزيز التنسيق العسكري بين موسكو وتل أبيب وسط حنق الإيرانيين.

لعل روسيا تفوقت على إيران لناحية النجاح في التفاهم وترتيب اﻷوراق مع أصحاب المفاتيح الرئيسية لبوابة الدخول إلى سوريا: إسرائيل والولايات المتحدة والتحالف الدولي، في حين فشلت إيران بذلك، بينما تعاني من تبعات تشديد الحصار الاقتصادي، ويعاني النظام السوري أيضاً من حصار آخر يمثل حلقة متصلة بالعقوبات المفروضة على إيران.

ولدى روسيا مفاتيح الحل لرفع العقوبات عن النظام السوري، أو على اﻷقل سحب الغطاء والذريعة عبر التقدم في ملف الحل السياسي، وهو ما تعمل على تنسيقه مع المملكة العربية السعودية، التي أبدت -بحسب التقارير- الاستعداد الكامل لدعم “إعادة إعمار” سوريا، وهو ما تبحث عنه روسيا منذ فترة في العواصم الغربية، إلا أن الرياض عادت ووضعت نفس الشرط الغربي للدعم وهو “العملية السياسية”.

وعاد الموفد الروسي من الرياض مباشرة باتجاه دمشق ليلتقي اﻷسد، وحول ما تمت مناقشته في تلك الزيارة فقد ألمحت التصريحات الروسية إلى العملية السياسية والحل السياسي، وهو أيضاً مفتاح رفع العقوبات الأمريكية وإعادة اللاجئين.

وعادت روسيا أمس لتنسف الدور اﻹيراني في إبقاء اﻷسد بالقوة على كرسيه؛ حيث قال قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية “فاليري غيراسيموف”: إنه لولا تدخل قوات بلاده العسكري في أيلول عام 2015 إلى جانب نظام الأسد لكان ساقطاً بعد شهر ونصف أو شهرين.

في النهاية لا تبدو إزاحة إيران عن المشهد بهذه البساطة فهي تملك بيدقاً قوياً جداً في لعبة الشطرنج السورية وتمسك اﻷرض في مناطق واسعة بالبلاد، والضغط باتجاه سحب ميليشياتها سيترك فراغاً خطيراً على نظام اﻷسد وحلفائه والقواعد الروسية؛ حيث سيكون من السهل على الفصائل الثورية اجتياح مناطق واسعة وسيصبح الوضع هشاً عسكرياً، وهذا بالتحديد ما يبرز الحاجة الروسية والدولية والإقليمية إلى اتفاق “أستانا”.

 

المصدر: نداء سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى