ابنك المراهق يكذب عليك؟ طرق تساعدك لمعرفة الحقيقة
يمثل التواصل بين الأولياء والأطفال مادة خصبة تحتاج للدراسة والتفكير، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكذب والخداع في هذه المرحلة الحساسة التي سينتقل فيها الطفل إلى مرحلة النضج.
وعادة ما ينطوي هذا الموقف على مسائل أعمق، على غرار مشاكل السلوك أو الاضطرابات العاطفية أو صعوبات التواصل العائلي.
ويمكن لتحديد الأكاذيب المستمرة عند المراهقين في الوقت المحدد أن يكون مفتاحا لمنع ظهور مشاكل سلوكية. وفي تقرير للكاتبة إلينا مارتينز بلاسكو، نشرته مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية، بعض الطرق التي تساعدك على معرفة ما إذا كان ابنك لا يقول الحقيقة.
متى تدرك أن المراهق يكذب؟
في بعض الأحيان، يتجنب الوالدان التحدث إلى الابن بسبب خوفهما من أن يكذب دون أن يدركا أنهما بهذه الطريقة غضا الطرف عن المشكلة. وفي الوقت ذاته، يشعر الطفل بنقص الثقة به ويتجنب الحديث معهما.
من هذا المنطلق، تصبح هناك مسافة تكبر تدريجيا بين الوالدين والطفل ويتحول الإشراف الأبوي إلى مهمة شاقة. وعلى المدى الطويل، وفي حال لم يتم حل هذه المشكلة، فقد ينتج عن سلوك المراهقين هذا صعوبات فيما يتعلق ببيئتهم والسلوك العدواني وفقدان التحكم في النفس.
لهذا السبب، تكمن الخطوة الأولى في معرفة ما إذا كان طفلك المراهق يكذب عليك بشكل منتظم، أم لا. وإذا حدث ذلك، فربما حان الوقت لحل المشكلة واستعادة العلاقات الجيدة بين الآباء والأبناء.
إليك بعض المؤشرات
عادة الكذب لدى المراهقين قد تخفي مشاكل أخرى، لذلك، من المهم أن نعرف مؤشراتها من أجل التدخل في الوقت المناسب وبطريقة صحيحة. فعندما يبالغ الابن في رواية قصة حدثت معه فقد يدل ذلك على أنه يخفي أمرا ما. كما أنه غالبا ما يلجأ إلى الأكاذيب المروعة ولا يخبر والديه بالأشياء التي تحدث معه في المدرسة، سواء بشأن المعلمين أو نتائج الاختبار.
إضافة إلى ذلك، لا يخبر هؤلاء الأطفال آباءهم سوى بجزء من القصة التي يُسألون بشأنها.
لغة الجسد
في اللحظة التي نتحدث فيها مع أبنائنا، يكون باستطاعتنا أن نبحث عن بعض الإشارات في لغة الجسد. مثلا، إذا تجنب الطفل النظر في عيني والديه، فذلك دليل على أنه ليس بصدد قول الحقيقة. وفي حال كان يتهرب بنظره إلى اليمين، فهو إشارة إلى أنه يفكر في شيء ما، مما يرجح أنه يكذب أيضا. كما يمكن أن يكون التوتر الذي يظهر في صوته أو تعرق يديه دليلا على كذبه.
كيف يعبر عن كذبه؟
عندما تسأل طفلك سؤالا يمكنك أيضا الانتباه إلى طريقته في التواصل. فمن غير المتوقع أن يجد صعوبة في التعبير عن شيء عاشه حقا. في المقابل، عندما يكذب فهو يواجه صعوبات في الحديث وغالبا ما يكون مضطربا. بهذا الصدد، إذا كان طفلك يكذب فقد تلاحظ أنه يكرر الفكرة ذاتها مرارا، أو يقدم تفاصيل كثيرة عن الموقف الذي مر به، مما يعني أنه يبحث عن تبرير غير واقعي.
الصعوبات العاطفية
غالبا ما ينم كذب المراهق عن مشاكل تتعلق باحترام الذات وصعوبة في التواصل أو انعدام الاهتمام. لذلك، من المهم جدا مواجهته من خلال التواصل الجيد. فخلال هذه المرحلة، يشعر الطفل بأنه تقدّم في السنّ ويريد تجربة كل شيء. لكن، إذا استمر في الكذب، فقد تكون المشكلة متعلقة بالجانب العاطفي.
وفي كثير من الأحيان، يعاني المراهق الذي يكذب من صعوبات عاطفية، من قبيل تدنّي احترام الذات، أو أنه يمر بمرحلة اكتئاب أو توتر أو شعور قوي بالوحدة. وعندما يكذب فهو يرغب في إظهار شخصية غير شخصيته، أو أنه يفضل عدم إثارة قلق والديه وإظهار قدرته على حل مشاكله بنفسه.
واختتمت الكاتبة بالإشارة إلى أن اكتشاف أكاذيب أطفالنا في الوقت المناسب بالغ الأهمية، لأننا بهذه الطريقة يمكننا منع أي سلوك سلبي من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا بعلاقته مع أسرته أو يمس من ثقة الأسرة به. كما من شأن ذلك أيضا أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية للطفل.