لماذا التقطت فتاة أمريكية مسلمة صورة مع معادين للإسلام؟
قالت فتاة مسلمة انتشرت صورتها مع محتجين معادين للإسلام على الانترنت إنها أرادت أن “تكافح كراهيتهم بالحب والابتسامة”.
ووصفت شيماء إسماعيل، في تصريح لبي بي سي، تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع وقفتها بأنها كانت “رائعة”، مشيرة إلى أنها “تلقت مساندة واسعة”.
وحظيت صورة الفتاة، البالغة من العمر 24 عاما، بحجابها وهي ترفع إشارة السلام أمام المحتجين إعجاب 200 ألف شخص.
والتقطت الصورة في واشنطن خلال انعقاد مؤتمر إسلامي لمدة ثلاثة أيام.
وتقيم شيماء في الساحل الشرقي الأمريكي، وتعمل مع الأطفال المصابين بالتوحد. وكانت من بين المشاركين في المؤتمر السنوي 44 للجمعية الإسلامية الأمريكية والنادي الإسلامي لأمريكا الشمالية، بحضور 24 ألف شخص.
وتقول شيماء إن المؤتمر فرصة للمسلمين لكي “يعززوا إيمانهم ويحتفوا به”. ويتضمن النشاط محاضرات ودروسا تطبيقية.
وأضافت: كان الحضور كثيفا والأجواء نظيفة، ولكننا لاحظنا وجود محتجين على قارعة الطريق، “في اليوم الأول شاهدناهم وبقينا بعيدا عنهم. كانوا يصرخون ويرفعون اللافتات، فصورناهم من بعيد”.
اتخاذ موقف
قالت شيماء إن ثلة المحتجين كانوا خارج مقر المؤتمر يستعملون مكبرات الصوت ويرددون عبارات معادية للإسلام. “كانوا يرفعون لافتات كتب عليها عبارات مثل “الإسلام دين الكراهية”، ويقولون إننا بالداخل نستمع لخطاب الكراهية”، ولكن “مثل هذه الأمور لا تؤرقني، كنت أضحك في وجوههم”.
وبعدما تكرر المشهد طوال أيام المؤتمر قررت شيماء التحرك واتخاذ موقف.
تقول شيماء إن “نبينا يقول في أحاديثه ما معنها أن الابتسامة صدقة، وهذا ما أفعله أنا دائما على أي حال، فطلبت من صديقتي أن تأخذ لي صورة معهم، أردت أن يروني مبتسمة، أردت أن أكافح كراهيتهم بالحب والابتسامة”.
وأضافت: “كما ترون في الصورة يبدو عليهم الانزعاج ولكنهم لم يجدوا ما يردون به، غير قولهم “عليك أن تغطي وجهك”.
رسائل مساندة
وفضلا عن انتشار صورة شيماء على نطاق واسع، فإنها تقول إنها تلقت عددا كبيرا من رسائل المساندة، إذ كتب بعضهم إن الصورة لابد أن توضع في متحف الحقوق المدنية.
وتقول: “لا أدري إذا كانوا صادقين فيما كتبوا أم أنها مجرد مجاملات. المهم بالنسبة لي “أن تكون فخورا بهويتك ولا تخجل بها أمام الآخرين”.
وعلى الرغم من انتشار صورتها الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن شيماء لا ترى أن هذا الموقف يعكس ما تعيشه في الواقع باعتبارها مسلمة ترتدي الحجاب.
وتقول إنها لم تواجه كثيرا مثل هذه المواقف من حجابها. وتضيف أن المرة الوحيدة التي شعرت فيها بالخطر لأنها مسلمة ترتدي الحجاب كانت عقب الهجوم على مسجدين في كرايست تشيرش في نيوزيلاندا.
ففي يوم 15 مارس/ آذار الماضي قتل أحد العنصريين، من طائفة تنتهج مبدأ تفوق الجنس الأبيض، 50 شخصا مما دفع بالحكومة إلى تغيير قوانين حيازة السلاح في البلاد.
وقالت “أعلم أن الحادث لم يقع في الولايات المتحدة، ولكن بما أنه وقع بدأت أشعر بالتوتر، وبأننا منبوذون فعلا”.
وتأمل شيماء أن تتراجع الحوادث التي يتعرض الناس فيها للمضايقة أو يتعرضون يستهدفوا بسبب عقيدتهم الدينية. وترى أن “المزيد من الناس أصبحوا تقبلون الآخرن فهناك المزيد من النساء مثلي يرتدين الحجاب”.
“وعندما كنت طفلة لم تكن مجلات الأزياء تحفل بالمرأة المسلمة”.