مصادر أمريكية تتحدث عن «صاحب الوجهين» وتؤكد: أردوغان مطيع رغم الضجيج
قالت مصادر أمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضع نفسه في مأزق سياسي جديد، بعدما تبنى في العلن موقفًا معارضًا للسياسة الأمريكية تجاه إيران، بينما يؤكد مبعوثوه للبيت الأبيض أنه لن يخاطر بالعلاقة بين البلدين دفاعًا عن طرف ثالث.
ونوهت المصادر إلى أن الرئيس التركي اعتاد، منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 عندما كان في بداية صعوده السياسي، على تبني مواقف مزدوجة، مشيرة إلى أن «حسابات الاستهلاك الشعبي» تعد جزءًا أساسيًا في الخطوات العلنية التي يقوم بها أردوغان، قبل أن يمتثل في نهاية المطاف لمطالب البيت الأبيض.
غير أن المصادر نفسها تحدثت لوسائل إعلام أمريكية عن جانب براجماتي يؤثر بوضوح في مواقف أردوغان المعلنة، مشيرة بذلك إلى المخاوف التركية من شبح أزمة جديدة في إمدادات النفط بعد تطبيق القرار الأمريكي بحرمانها من شراء النفط الإيراني، في إطار ما تسميه واشنطن بـ« سياسة أقصى الضغوط»؛ لدفع طهران لتغيير سياساتها النووية والإقليمية.
وأمس الإثنين، أعلنت واشنطن إنهاء كل الإعفاءات التي منحتها في السابق لثماني دول، بينها تركيا، لمواصلة شراء النفط الإيراني، الأمر الذي انتقدته تركيا علانية، معربة عن أسفها الشديد لهذا التطور.
ونقلت صحيفة «أحوال تركية» عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله، اليوم الثلاثاء: «أشرنا في اجتماعات خاصة (مع المسؤولين الأتراك) إلى أن الصفر آت، وها نحن الآن قد وصلنا إليه»، علمًا بأن وزير الخارجية مايك بومبيو خاطب الدول المعنية بالقرار قائلا بلهجة تحذيرية إنه «في حال لم تتقيدوا فستكون هناك عقوبات»، مضيفًا «نحن عازمون على تطبيق هذه العقوبات».
وقال بومبيو: «سنصل إلى الصفر. سنصل إلى الصفر مع الجميع»، مضيفا أن الولايات المتحدة لا تخطط لمنح الدول فترة سماح بعد الأول من مايو للالتزام بالقرار.
ورد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالقول :«لن نوافق على عقوبات من طرف واحد ولا على قيود على طريقة إدارة علاقاتنا مع جيراننا»، الأمر الذي اعتبرته وسائل إعلام غربية جزءًا من «تقليد تركي معلوم النهاية»، مشيرة إلى أن تاريخ التنفيذ سيكون اختبارًا عمليًا لأنقرة.
وابتداء من الثاني من مايو بات على كل من: الهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان، التوقف تماما عن شراء النفط الإيراني، وإلا ستواجه عقوبات تدريجية من جانب الولايات المتحدة.
وفي نوفمبر، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات النفط الإيراني، بعد أن أعلن ترامب في الربيع الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية لكبح برنامج طهران النووي. وجرى منح إعفاءات مدتها ستة أشهر لثمانية اقتصادات من بينها الصين والهند وتركيا، وتوقع البعض تجديد تلك الإعفاءات.
وإثر القرار الأمريكي، واصلت أسعار النفط ارتفاعها في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء بعد وصولها أمس إلى أعلى مستوى منذ ستة أشهر، علمًا بأن صادرات إيران النفطية انخفضت بالفعل إلى نحو مليون برميل يوميا، خلال الشهور الماضية، مقارنة بأكثر من 2.5 مليون قبل إعادة فرض العقوبات عليها.