منوعات

خرافة الدق على الخشب، ومن أين أتت هذه العادة

يقوم البشر عادةً بالدق على قطعة من الخشب عندما يأتون بذكر حظهم الجيد وذلك خوفاً من لحاق الحظ السيء بهم، كما أنه في الآونة الأخيرة اكتفى الناس في بعض دول العالم بقول عبارة ”دق على الخشب“ أو ”المس الخشب“، ولكن هل سبق لك وتساءلت لماذا ندق على الخشب أساسا؟ ومن أين أتت هذه العادة؟

لنعود بالزمن للماضي قبل ظهور الديانات الحديثة حين كان الوثنيون وغيرهم من الذين ينتمون لثقافات مختلفة حول العالم كإيرلندا والهند وغيرها يعبدون آلهة معتقدين أن الأشجار عبارة عن وسيط روحي معها، بالإضافة لكونها مسكناً للأرواح والآلهة.

توصل المؤلفان (ستيفان بيكتر) و(ديبورا آرونسون) في كتابيهما «الحظ السعيد» و«الحظ: الدليل الأساسي» أنه لابد من وجود رابط بين النقر على الخشب وبين هذه الأرواح.

التفسير الأول لسبب النقر على الخشب هي أن هذه العادة من اختراع الوثنيين الأوربيين قديماً، وذلك لطرد الأرواح الشريرة بعيداً عن منازلهم لمنعها من مطاردة حظهم الجيد وتدميره. أما التفسير الثاني فيقول إن بعضاً من الذين كانوا يعبدون الأشجار كانوا يقومون بلمسها في حال أرادوا الصلاة للأرواح والآلهة التي تعيش بداخلها، أو كنوع من الشكر والامتنان لها بعد سلسلة من الحظوظ الجيدة، وعلى مر القرون تحولت هذه الطقوس والمعتقدات الدينية إلى خرافات ترتبط بالحظ والحسد.

كتب (بيكتر): ”في كلتا الحالتين، أنت تسعى للحصول على الحماية ضد الحسد والغضب، حسد الأرواح الشريرة وغضب الآلهة الذين ينظرون للبشر المغرورين بنظرة سوداوية، ويشعرون بالضيق بشكل خاص عندما يكونون مسؤولين عن حظك الجيد وأنت لم تقم بإظهار الامتنان لهم“.

أما التفسير الأخير لسبب هذه العادة قد تبدو أقرب للخرافة بالنسبة للكثير من الأشخاص، حيث يعتقد البعض أن عادة الدق على الخشب قد انتشرت بسبب لعبة أطفال تعود للعصر الفيكتوري تدعى «تيغ يلمس الخشب».

تم ذكر هذه اللعبة في كتاب يعود لسنة 1891 بعنوان The Boy’s Modern Playmate، حيث أن (تيغ) هو اللاعب المكلف للقيام بالإمساك باللاعبين الآخرين. أولاً يتم اختيار عدة أشجار على أنها القواعد الرئيسية في اللعبة، طالما أن أحد اللاعبين يقوم بلمس إحدى هذه القواعد فإن (تيغ) لا يستطيع الإمساك به، الفرصة الوحيدة للإمساك به هي عندما ينتقل اللاعب من شجرة إلى أخرى.

مع أن التفسير الأخير وارد ولكننا من المؤكد جدا أننا لا ندق على الخشب بسبب لعبة أطفال!

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى