لماذا زار حفتر القاهرة في هذا التوقيت والتقى السيسي؟
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، بقصر الاتحادية في العاصمة المصرية القاهرة، وبحثا مستجدات وتطورات الأوضاع في ليبيا.
وتكتسب زيارة المشير خليفة حفتر للقاهرة ولقاؤه بالرئيس المصري أهمية بالغة فالعمليات العسكرية بين الجيش الليبي بقيادة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني والمجموعات المسلحة الأخرى على أشدها حول العاصمة الليبية طرابلس.
وفي تعليق على هذه الزيارة قال محمد حسن عامر الصحفي والباحث المهتم بالشأن الليبي لـ RT إنها “زيارة للتقييم وإعادة التفكير”.
وصرح بأن الزيارة ترتبط بشكل وثيق بالعمليات العسكرية في طرابلس بعد نحو 10 أيام من انطلاقها للتقييم وإعادة النظر والتفكير في حسابات هذه المعركة.
وأضاف: “من ناحية ما حققته هذه العملية على الأرض ومن ناحية ثانية تداعيات العملية على مسار التسوية السياسية للأزمة والذي يبدو أنه تعطل ومصر لا تريد ذلك”.
وتابع: “كذلك التباحث بشأن المواقف الدولية من عملية العاصمة”.
وقال عامر إن “مصر تتبع معادلة تقوم على متغيرين، المتغير الأول هو دعم عمليات مكافحة الإرهاب ومواجهة الميليشيات في ليبيا، والمتغير الثاني هو مسار العملية السياسية ودعم جهود الأمم المتحدة”.
وأوضح أنه يجب كذلك الأخذ في الاعتبار أن مصر حين تناقش عملية طرابلس لا يعني ذلك أنها داعمة لها أو رافضة لها وإنما الدور المصري يقوم على التواصل مع جميع الأطراف كراع لحل للأزمة.
وأضاف الصحفي المهتم بالشأن الليبي أن “مسألة رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي هو مطلب دائم لمصر تدعمه بقوة”، مبينا أنه إلى جانب معركة طرابلس والتي بالتأكيد تفرض نفسها على أجندة اللقاء، سيكون هناك حديث حول استئناف جهود توحيد المؤسسات العسكرية في ليبيا المسار الذي ترعاه مصر لكنه يشهد جمودا منذ أشهر”.
وعن أهمية الزيارة ودلالة توقيتها يؤكد الصحفي الليبي المقيم بالقاهرة أشرف عبد الوهاب في تصريحات خاصة لـRT أن مصر حاضرة في الشأن الليبي منذ سنوات وحتى قبل انطلاق عملية الكرامة، مؤكدا أن مصر تضررت كثيرا من وجود عناصر إرهابية في ليبيا خاصة في درنة وسرت وكانت هناك عمليات إرهابية في مصر تنطلق من الأراضي الليبية بالإضافة لذبح مواطنين مصريين في سرت على أيدي عناصر إرهابية من تنظيم “داعش”.
كما تحدث عن وجود إرهابيين من مصر هربوا إلى ليبيا خاصة إلى درنة مثل “رفاعي سرور” و”هشام العشماوي”.
وقال في تصريحاته إن معركة طرابلس أظهرت الوجه الحقيقي لفايز السراج ودعمه لمليشيات إرهابية مطلوبة دوليا وقيامه بتوزيع أموال النفط الليبي على تلك المليشيات، حيث تشير الأرقام إلى أن مصراتة وحدها التي تؤوي جماعات مسلحة تابعة لـ”فجر ليبيا” تلقت ما يقرب من 3 مليارات دينار ليبي من “حكومة الوفاق الوطني” مقابل دخولها الحرب ضد الجيش الليبي.
من جهته أكد الإعلامى الليبي عبد الباسط بن هامل لـRT أن الزيارة تأتي لتنسيق المواقف بين مصر وليبيا في مجال مكافحة الإرهاب واطلاع الجانب المصري الحاضر والداعم للجيش الليبي على سير العمليات العسكرية والنجاحات التي حققها الجيش الليبي مؤخرا في السيطرة على مواقع وأحياء هامة بالعاصمة مثل المطار وأحياء العزيزية والسواني وقصر بن غشير.
وأشار هامل إلى أن أجندة مصر في ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ودعم المشروع السياسي لم تتغير، مؤكدا على أن الزيارة تعطي رسائل واضحة لدول عربية حاولت إيقاف زحف الجيش الليبي نحو العاصمة الليبية طرابلس.