بعد أداء مريب أمام السعودية ومصر.. تحقيق مثير عن منتخب روسيا
ذكرت صحيفة بريطانية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كان على علم بتعاطي لاعبي المنتخب الروسي للمنشطات بشكل ممنهج، لكنه رفض التحرك في هذه القضية.
وأثار أداء المنتخب الروسي والمسافات الكبيرة، التي قطعها خلال مبارياته في كأس العالم أمام السعودية ومصر، شكوك المحللين الرياضيين وقلقهم من أن هذا الأداء البدني غير المعتاد يرجع إلى تناول منشطات.
وفي هذا السياق، أوضحت صحيفة “ميل أون صنداي” البريطانية أن الفيفا، الذي اعتبر على مدار عقدين أكثر هيئة فاسدة في مجال الرياضة، كان على علم “بأدلة موثقة” على التغطية المؤسسية، التي قامت بها روسيا على المنشطات قبل 18 شهرا من انطلاق كأس العالم عام 2018.
وأضافت الصحيفة أن جميع أعضاء فريق روسيا في نهائيات كأس العالم 2014، البالغ عددهم 23 عضوا، كانوا من بين عشرات اللاعبين قيد التحقيق، لكن الفيفا كان بطيئا في البحث عن أدلة.
وفي الشهر الماضي ، قامت الفيفا بتبرئة جميع الأعضاء الـ 28 في منتخب روسيا لعام 2018 ، مستشهدة “بعدم كفاية الأدلة”.
كومبولوف.. خيط القضية
لكن قبل أسبوع ، تم إخراج لاعب اسمه روسلان كامبولوف، من التشكيلة حيث كانت حالته حاسمة فيما يتعلق بتعاطي منشطات.
وفشل كومبولوف، وفقا لتحقيق “ميل”، في اختبار المخدرات في عام 2015. وبعد مرور أسبوعين ، تم تبديل عينة البول الخاصة به لإجراء اختبار نظيف، ولم تتم معاقبته أبدا.
ولم يكن الفيفا على علم باختبار كومبولوف الفاشل في ذلك الوقت، لكنه تسلم هذه الأدلة في ديسمبر 2016، والتي جاءت في الجزء الثاني من تقرير ماكلارين، وهو تحقيق مستقل، بتكليف من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بشأن مخطط روسي ترعاه الدولة، وهو ذات التقرير الذي كان وراء الحظر الأولمبي لعام 2018 في روسيا.
واجتمع ريتشارد مكلارين، القائم بالتقرير مع الفيفا في 2017 لوضع مزيد من التفاصيل أمامهم، وقال للصحيفة: “منذ ذلك الحين لم أسمع أي شيء. لا أعرف لماذا لم يتصرفوا”.
وفي الوقت نفسه ، كان كامبولوف في قائمة روسيا المؤقتة المكونة من 28 لاعبا في كأس العالم 2018.
وقبل أسبوع من إعلان الفيفا أن نتائج اختباراته على المنشطات جاءت نظيفة، انسحب كامبولوف مشتكيا من “إصابة” غامضة.
وقال ماكلارين للصحيفة: “في هذه الحالة عليك أن ترسم استنتاجاتك الخاصة”، مضيفا: “لكن يبدو لي الأمر واضحا”.
وقد لعب كامبولوف لروسيا في قائمة كأس القارات عام 2017.، لذا فبحسب الصحيفة فإن”قضية كامبولوف مهمة للغاية لأنها تنتهي بأي نقاش مفاده بأن كرة القدم كرياضة تستفيد من الفضيحة السيئة في روسيا – أو أن الفيفا كان يعرف ذلك، لكنه وافق على استضافة روسيا لكأس العالم”.
لماذا تكتم الفيفا؟
يعد كأس العالم هو مصدر الدخل الرئيس للفيفا، وهو ما يعد حافزا كافيا له للتكتم على الأمر من أجل استمرار كأس العالم 2018 دون وقوع حوادث أو جدل، بحسب خبراء.
وقال الرئيس السابق للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، ديكا باوند، للصحيفة، إن السبب واضح: “مسألة مليارات الدولارات على المحك في الحصول على كأس العالم خالية من المشاكل”.
من جانبهم، أوضح محققون للصحيفة أن حالات المنشطات الـ 155، التي عثروا عليها لم تكن سوى “قمة جبل الجليد” ، واعتقدوا أن “الأوراق والشهادات وغيرها من الأدلة” المرتبطة بـ 34 من 155 حالة ستكون كافية للفيفا من أجل التحرك، لكن الفيفا لم يفعل ذلك”.
وذكرت الصحيفة أنها أرسلت 12 سؤلا إلى الفيفا تتضمن كافة جوانب القضية، لكنها لم ترد عليها.
كما رفض الاتحاد الروسي لكرة القدم، ووزارة الرياضة، وفيتالي موتكو ، وزير الرياضة الروسي السابق، الذي حظرته اللجنة الأولمبية الدولية مدى الحياة من أجل مشاركته في خطة تعاطي المنشطات، التعليق على التقرير.
المصدر: سكاي نيوز