صحة

جراحان يعتزمان زراعة أول رأس بشري حي في العالم

يعمل جراحان في الصين على تطوير تقنية لزراعة رأس بشري حي لأول مرة في العالم، بهدف مساعدة المرضى المصابين بالشلل على المشي مرة أخرى.

ويخطط العالم الإيطالي، سيرجيو كانافيرو، والجراح الصيني، شياو بينغ رن، لإيصال صدمات الكهرباء لجسم يحتوي على مسامير تربط رأسه إلى عنقه، ويشيران إلى أن هذه التقنية يمكن أن تسمح للمرضى الذين يعانون من إصابات الحبل الشوكي والشلل، بالمشي مرة أخرى.

ويشمل الإجراء الاحتفاظ برأس مقطوع على قيد الحياة في درجات حرارة شديدة البرودة، بينما توفر له مضختان تدفقا مستمرا من الدم والأكسجين.

وسيستخدم الجراحون مادة لاصقة تسمى “بولي إيثيلين غليكول” لربط رأس المتطوع بالحبل الشوكي لجسم المتبرع، والذي سيبقى في غيبوبة لمدة شهر بينما يتم إعادة بناء شبكات الأعصاب الجديدة.

وأثار الثنائي موجة غضب في الفترة الأخيرة عندما زعما أنهما كانا يقومان بعمليات جراحية تجريبية على جثتين، وأكد الجراحان أنه خلال 18 ساعة، من الممكن إعادة ربط العمود الفقري والأعصاب والأوعية الدموية لرأس مقطوع بنجاح.

وفي مقابلة صحفية جديدة، أكد الجراح الصيني رن، البالغ من العمر 56 عاما، أن مشروعهم الجديد “مثير للجدل”، فمن الضروري، حسب قوله، إنقاذ المرضى بالاعتماد على “الأدمغة الحية في جسم ميت”، ويشمل ذلك المصابين بأمراض تنكسية عصبية عضلية والفشل العضوي المتعدد وفي المرحلة الأخيرة السرطان.

وأوضح رن بأن تركيزهم الحالي للمشروع يتم على المصابين بالشلل وإصابات الحبل الشوكي الناتجة عن حوادث أو أسباب أخرى، فهؤلاء المرضى يرتفع لديهم معدل الوفيات “لذلك أحاول تطبيق هذه التجربة لصالح هؤلاء المرضى، وهذه هي استراتيجيتي الرئيسية في المستقبل”.

والبروفيسور رن هو جراح تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، ويعمل الآن في المستشفى الثاني التابع لجامعة هاربين الطبية في مقاطعة هيلونغجيانغ في شمال غرب الصين، أما شريكه كانافيرو، فهو مدير مجموعة تورينو لأمراض الأعصاب المتقدمة، وكان يتحدث عن زراعة رأس الإنسان منذ عقود.

وقدم الثنائي عددا قليلا من الأدلة العلمية على نجاح خطتهما، لكنهما يدعيان أنهما أجريا العديد من التجارب الناجحة على الفئران والجرذان والكلاب، وجميعها نجت من الجراحة واستعادت بعض الوظائف الحركية.

ويؤكد البروفيسور كانافيرو أنه بعد إجراء التجارب على الجثث، فإن العمليات الجراحية على الكائنات الحية “توشك على البدء”.

وعلى الرغم من أن هذه التجربة قد تكون ناجعة على الحيوانات، إلا أنها غير قابلة للتطبيق على البشر، وفقا لما قاله الدكتور، مارك هاردي، الخبير في التثقيف المناعي وجراح رائد في جامعة كولومبيا، حيث أكد أن مادة “بولي إيثيلين غليكول” سامة للبشر، لكنه أشار إلى أن هناك طرقا أخرى يمكن اعتمادها لإعادة ربط الحبل الشوكي، مضيفا أن زراعة الرأس قد تكون ممكنة “في وقت ما في غضون 10 إلى 12 سنة”.

ووصف الكثيرون في المجتمع العلمي هذه التجربة بأنها لا تحمل أية قيمة علمية أو طبية تذكر، وتساءلوا عن أخلاقيات المشروع، وقال أحد علماء الأعصاب في جامعة أوكسفورد إن محاولة إجراء زراعة رأس حي ستكون بمثابة ارتكاب فعل “إجرامي”.

المصدر: ديلي ميل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى