تضييع الوقت هو المفتاح النفسي للإنتاجية !
على عكس الفكرة التي تبرمجنا عليها وهي الاستفادة من كل لحظة بفعل أشياء مفيدة ومهمة, علينا بعض الأحيان أن نماطل ونؤجل القيام بالمهمام وفعل أشياء أقل أهمية حتى نحصل على فائدة أكبر مستقبلًا. يحدّثنا هذا المقال عن ضرورة أخذ بعض الوقت للراحة والاستمتاع بدلًا من محاولة التركيز على العمل مما يؤدي إلى التشتيت وبالتالي ضياع الوقت بلا أي منفعة.
دائمًا هناك قائمة لانهائية من الأعمال التي يجب إنهائها، وثقافة الإنتاجية التي لاتهاون فيها تخبرنا بأنه يجب القيام بالواجبات في الحال لذا فإن التأجيل يشعرنا بالذنب الشديد والإحساس بمضيعة الوقت. ولكن الحقيقة هي الحياة التي نقضيها ونحن نرد على رسائل البريد الإلكتروني في الحال هي حياة مملة, وضياع الوقت هو بالحقيقة شيء ضروري ويشعرنا بالرضا.
أنت لاتصدقني, أليس كذلك؟ لدينا من سيقنعك, وهو مبتكر Inbox Zero
في مقابلة أجراها الصحفي أولفر بوركمان من جريدة الجارديان، كان ميرلين مان مفوض لكتابة كتاب مبسط عن نظام البريد الإلكتروني الخاص به, وبعد سنتين تخلى عن المشروع وبدلًا من ذلك نشر في المدونة كيف أنه لو قضى وقتًا طويلًا يحاول التركيز على كيفية قضاء الوقت بشكل جيد سوف ينتهي به المطاف في فقدان الوقت الثمين الذي يقضيه مع ابنته.
تحدث المشكلة عندما نقضي وقتًا طويلًا في البحث عن الإنتاجية بشكل ثوري, ونرفض أن نأخذ بعض الوقت للراحة, ونؤجل النوم, ونرفض المشي لبعض الوقت , أو حتى القراءة بجانب النافذة. وحتى لو قمنا بإدارة الوقت, يأتي مع الوعي المفترض
للأشياء التي من المفترض أن نفعلها, لذا تكون التجربة مثقلة بالذنب.
بدلأ من ذلك, هناك ميل للانتقال للأشياء التي لدينا الرغبة الأقل لفعلها مثل:
الجلوس في المكتب أمام جهاز الحاسب الآلي وتصفح المواقع الإلكترونية دون عمل أي شي يزيد من سعادتنا أو إنتاجيتنا.
يقول مايكل قودريج هناك تصور بأنه يجب أن نكون متفرغين ونعمل على الدوام , وهو طبيبي نفسي يركز على السلوكيات في مكان العمل. من الصعب مقاطعة ذلك والذهاب للمتنزه. ولكن السلبيات واضحة: ينتهي بنا المطاف مشغولين بالحاسب ونبحث عن الاشياء التي تلهينا في مواقع التواصل الاجتماعي, عن طريق إخبار انفسنا بأننا نقوم بمهام متعددة بينما في نحن الحقيقة نقضي وقتًا أكثر من اللازم على مهام بسيطة.
بالإضافة الى ذلك يقول مايكل قودريج, نحن نُحرم من الاستفادة من الفوائد العقلية والجسدية التي نقضيها في التركيز على أنفسنا. بعض الاشخاص يأكلون في المكاتب مخلّفين بقايا الطعام على الكمبيوتر, وهذا شيء مقزز. ويقول أيضًا على الموظفين أن يذهبوا إلى المقاهي, السير على القدم لبعض الوقت, والذهاب بعيدًا عن المكتب لكسر الروتين والحرص على صحة الجسم. حتى مصانع الفيكتوريين الذين كانوا يعملون بشكل دائم كانوا يأخذون بعض الوقت للراحة.
نحن لا نحتاج للعمل بجد ولكن بذكاء. كما كتب أليكس سوجونج كيم بان, مؤلف كتاب REST
, وكان من أبرز الشخصيات المذكورة: تشارلز ديكنز, غابريل غارسيا ماركيز, وتشارلز داروين حيث كان لديهم جدول هادئ, يعملون لخمس ساعات أو أقل في اليوم الواحد. والحقيقة أن العمل يمتد لملء الوقت الذي يُعطى للموظف, وبالنسبة لمعظمنا يمكننا أن نقضي ساعات أقل بكثير في المكتب وننجز نفس المقدار من الأعمال التي نُكلف بها.
في بعض الأحيان حتى الانشطة التي تكون بمثابة مكافأة مثل مشاهدة الأفلام أو الجري-
قد نشعر بأنها
غير ضرورية بسبب الحس العالي بالمسؤولية. يقول قودريتج بأنه سمع من المديرين التنفيذيين الذين يشاهدون الأفلام بشكل سريع
ممايمكنهم الحصول على جوهر الفيلم الاحتفاظ بوقتهم وربما قد يمكنهم ذلك ولكنه بالتأكيد يحرمهم من الاستمتاع بالفيلم وغمر أنفسهم في عالم السينما.
ويقول أيضًا إن تضييع الوقت خارج العمل يعيد الطاقة للإنسان ويساعده على استجماع قواه. وفي نهاية المطاف تخصيص وقتك بالكامل لنفسك لتدليلها الافتخار بعدم الإنتاجية لبعض الوقت يجعلك أفضل بعملك.
حتى مشاهدة البرامج الغير لائقة بما فيه الكفاية
يمكن أي يكون نقطة لنقل الخبرات, اذا استرخيت واستمتعت به. هناك دراسة تقول بأن الذين يقومون بقضاء الوقت على الأريكة بدون ممارسة الرياضة يعتبرون مشاهدة التلفاز أقل متعة.
في نهاية اليوم, كل منا لدية الرغبة لقضاء الوقت في تقليب صفحات المجلة, المشي حول المبنى أو حتى الجلوس دون القيام بشيء. يجب
الاحتفاء بهذه اللحظات وأن ننظر إليها كما لو أنها وقت مفيد.
المصدر: World Economic Forum