كيف تبحث عن وظيفة أحلامك عبر تطبيقات التعارف؟
تعد التطبيقات والبرامج الإلكترونية للتعارف عبر شبكة الإنترنت وسائل اتصال طبيعية بالنسبة لجيل من الشباب اعتاد البحث عن كل ما يريده من خلال مثل هذه التطبيقات.
قد يكون الانتقال من مدينة لأخرى والبحث عن عمل أمراً شاقاً. لهذا، تستخدم كاثرين هوجان، 24 عاماً، وهي خريجة جامعية في بوسطن وتسعى للانتقال إلى نيويورك، كافة التطبيقات الإلكترونية التي تستطيع الوصول إليها.
فقد اشتركت في تطبيق “شابر” الخاص بالتعارف، بعد أن قرأت إعلاناً عنه على موقع إنستغرام.
وتقول هوجان عن ذلك: “السبب الرئيسي لإشتراكي في هذا التطبيق هو أنني أسعى للانتقال إلى نيويورك، وأدرك أن العثور الفوري على عمل سيكون أمراً شاقاً. لقد أدخلت في التطبيق الخيار الذي يوضح أنني جديدة في المدينة، وأبحث عن فرص للعمل”.
من المعروف جيداً أن توسيع شبكة علاقاتك يمكن أن يعود عليك بالمكاسب. لكن إن أخذت بحثك عن العمل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تلك المصممة على غرار تطبيقات المواعدة، فببحث وحيد، يمكنك أن ترتبط بعلاقات جديدة، ويمكن أن تقودك هذه التطبيقات للعثور على فرص عمل أكثر.
يقول آدم كلينباوم، أستاذ الإدارة والخبير في بنية الشبكات الاجتماعية بكلية تاك للتجارة في جامعة دارتموث، في نيو هامشير: “تظهر الأبحاث أن من لديهم صلات متنوعة وواسعة النطاق، يمكنهم التقدم بسرعة، ويحظون بالتفضيل على الآخرين”.
ويضيف: “في بعض مجالات العمل، تجدهم يحصلون على علاوات أكبر”. لكن أيضاً ليس سراً أن الوسائل التقليدية لبناء شبكات العلاقات، مثل تناول المشروبات بعد العمل، أو تجاذب أطراف الحديث أثناء الحفلات، يمكن أن تقدم صورة سلبية للبعض”.
لكن في هذه الأيام، هناك مجموعة جديدة من التطبيقات التي تتخذ نفس التصميم الناجح لتطبيقات المواعدة، تحاول أن تغير الطريقة التي نبني بها شبكة علاقاتنا.
ففي وقت سابق من هذا العام، كشفت شركة “تندر”، صاحبة تطبيق المواعدة الشهير الذي يحمل نفس الاسم، النقاب عن تطبيق جديد يسمى “ريبل”، الذي يمكن للمستخدمين البحث من خلاله لتكوين شبكة علاقات بمهنيين متشابهين في العقلية أو طريقة التفكير، ومن ثم يمكنهم الالتقاء بأشخاص في الحياة الواقعية، وليس فقط في عالم الإنترنت الافتراضي.
وهناك تطبيق آخر، وهو تطبيق “بمبل بيز”، الذي أطلق العام الماضي ويعمل بنفس هذه الطريقة إلى حد كبير، لكن مع تغيير أو تعديل يهدف إلى تمكين المرأة.
إذ يعطي التطبيق الفرصة للمستخدمات أولا لاختيار شبكة المعارف وطلب الصداقة من أشخاص آخرين.
أما تطبيق “شابر”، والذي أنشأه رجل أعمال يدير موقعا فرنسيا شهيرا للمواعدة، فهو موجود بشكله الحالي منذ 2016.
ويهدف تطبيق “شابر”، والذي يضع حدا لعدد الأصدقاء الجدد في اليوم الواحد، إلى تكوين علاقات تتميز بجودتها، وليس بعددها، ويستخدمه حاليا نحو مليون شخص.
وكانت هناك 100 ألف زيارة لموقع التطبيق في شهر فبراير/شباط وحده، حسب قول ماندي ميناكر، رئيسة العلاقات العامة ومطورة العلامة التجارية بالشركة، والتي تقول إن 72 في المئة من المستخدمين يأتون من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.
اشترك غريغ فرانك، البالغ من العمر 25 سنة، ومؤسس شركة “إي 2 أدفنشرز” الكندية الناشئة، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية، في تطبيق شابر بعد أن استخدمه أخوه غير الشقيق للترتيب لاجتماع مع المدير المالي لأحد أكبر البنوك الكندية.
ويقول فرانك: “قبل الطرفان التعارف بطريقة صحيحة”، مضيفاً: “أدركت أنها ستكون فرصة كبيرة لتكوين شبكة علاقات بالنسبة لي”.
ويعكف فرانك على استخدام تطبيق “شابر” منذ أربعة أشهر، ويقدر عدد الأشخاص الذين التقاهم عبر التطبيق من 15 إلى 20 شخصاً.
ولأن جهود فرانك في إنشاء مؤسسته الجديدة تتضمن القيام برحلات ميدانية للمصانع، فهو يستخدم التطبيق لمقابلة أناس من مختلف المجالات، ليعرف المزيد من التفاصيل عن تلك المجالات.
ويقول: “في الآونة الأخيرة، التقيت عن طريق البحث مع سيدة ما تعمل في مجال الصناعات الدوائية، وتبادلنا الحديث على مدى عدة أيام قبل أن نلتقي في أحد المقاهي، وكان أمراً ممتعاً جداً”.
ويضيف: “لقد شرحت لي كيف تسير الصناعة التي تعمل بها، وفي نهاية اللقاء، دعتني لزيارة مصنعها خلال هذا الصيف”.
ويقول فرانك إنه يأمل في تنظيم رحلة من مؤسسته إلى المصنع في المستقبل.
أما كلينباوم الذي يستخدم تطبيق شابر أيضا فيقول إن التوجه لهذه التطبيقات يُظهر أن الناس يدركون حاجتهم لتنويع شبكة علاقاتهم.
ويقول كلينباوم: “عندما تكون شبكة علاقات الإنسان مركزة بشكل كبير في نفس المجال المهني أو الصناعي، أو طريقة التفكير، فمن السهل أن نبقى محصورين في الحدود المغلقة التي لا نسمع فيها إلا ذات المنطق في التفكير، ونفس النوع من المعلومات، بعيداً عن وجهات النظر أو الأفكار الجديدة”.
ويضيف: “توسيع نطاق شبكة علاقاتك طريقة ممتازة لكسر هذا الطوق الذي نفرضه على أنفسنا، وإضفاء تنوع وحيوية على مشروعاتنا”.
وللسبب ذاته، فإن مجرد الاعتماد على شبكة علاقاتك من الأصدقاء على فيسبوك مثلا (مهما كانت كبيرة) ليس أمراً يساوي في جودته السعي الحثيث لتنويع شبكة علاقاتك المهنية لتشمل أشخاصاً لا يعملون في نفس مجال تخصصك أو عملك.
“الطريقة الأساسية التي يبني بها الناس شبكة علاقاتهم الاجتماعية تميل إلى شبكات من العلاقات المتماسكة والمزدحمة بأشخاص بيننا وبينهم الكثير من الأمور المشتركة. وهناك كثير من الأخطار مهنياً وربما شخصياً للبقاء في شبكة من العلاقات المغلقة جداً والمحصنة من التعرض لطرق التفكير المختلفة”، كما يقول كلينباوم.
وهو يوصي بعدم تحديد معيار معين ومحدد من شأنه تقليل عدد الأشخاص الذين يمكن لتطبيقات مثل شابر أن توصلك بهم. ويقول: “عليك التركيز على شيء ما يجعل صلاتك ذات قيمة. لكن في نفس الوقت، تأكد أن هناك قيمة في التفاعل مع الأشخاص الذين ينظرون للأمور من زاوية مختلفة تماماً”.
ولأنه ليس تطبيقاً للمواعدة أو الصداقة، فمن المقبول تماماً أن تجري اتصالاً بالهاتف أو تجري محادثة عبر الإنترنت كبديل عن اللقاء الشخصي.
تقول هوجان، التي كانت مترددة في استخدام التطبيق في بداية الأمر، إنها كانت مندهشة ومسرورة من الطريقة المباشرة التي طلب فيها أول شخص تواصلت معه أن يتحدثا بالهاتف.
وتقول: “بناء العلاقات المهنية يمكن أن يكون مرعباً، لكنني تحديت نفسي بألا أكون مترددة أو حذرة بطريقة مبالغاً فيها. وأفضل أن أجري مكالمة وأتعلم من شخص آخر، على أن أفقد فرصاً قد تضيع نتيجة التردد وعدم الإقدام”.
المصدر : BBC